buruma196_ Spencer PlattGetty Images_ukraine Spencer Platt/Getty Images

فخ التاريخ

نيويورك ـ في خطاب ألقاه في مدينة فولغوغراد الروسية، المعروفة سابقًا باسم ستالينجراد، أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا أهوال الحرب العالمية الثانية لتبرير غزوه لأوكرانيا. فقد قال بشكل صريح وصارم، دون أن يذكر أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة كانتا حليفتي الاتحاد السوفيتي خلال الحرب: "علينا صد عدوان الغرب الجماعي باستمرار". وأضاف أنه في ذلك الوقت، كما هي الحال الآن، أصبحت روسيا مهددة من قبل الدبابات الألمانية، مُجبرة على الدفاع عن نفسها ضد "أيديولوجية النازية في هيئتها الحديثة".

يُعد هذا الوصف بطبيعة الحال تشويهًا للتاريخ، حيث تم تقديمه على نحو ساخر في الموقع حيث قُتل أكثر من مليون جندي سوفيتي وألماني خلال أكثر المعارك دموية في الحرب العالمية الثانية. إن روسيا لا تدافع عن نفسها. فقد غزت دولة ذات سيادة تصادف أن رئيسها فولوديمير زيلينسكي رجل يهودي فقد أقاربه في محرقة الهولوكوست. إن الإيحاء بأن الأيديولوجية النازية هي التي تدفع زيلينسكي ورفاقه الأوكرانيين للدفاع عن بلادهم ضد العدوان الروسي أمر غير منطقي، حتى وفقًا لمعايير بوتين.

أما بالنسبة للدبابات الألمانية التي يُزعم أنها تُهدد روسيا، فإن السبب وراء تردد المستشار الألماني أولاف شولتز لفترة طويلة قبل الموافقة على إرسال 14 دبابة من نوع "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا يكمن في عدم رغبته في النظر إلى ألمانيا باعتبارها قائدًا عسكريًا. قرر شولز دعمها فقط بعد أن وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن مُكرَهًا على تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز من طراز "إم 1"، بعد شهور من رفضه القيام بذلك.

https://prosyn.org/azqu1wtar