asoros3_Emanuele CremaschiGetty Images_italycoronavirusnurse Emanuele Cremaschi/Getty Images

روح ميلانو

نيويورك ــ العناوين الرئيسية مروعة. نقص المعدات الحيوية يجبر الأطباء على اتخاذ قرارات أشبه بتلك التي تتخذ في ساحة المعركة حول من يعيش ومن يموت. طوابير طويلة من المرضى الذين ينتظرون عبثا إجراء الاختبار أو الحصول على سرير في مستشفى. شركات ومتاجر وحانات ومطاعم خاوية على عروشها تجعل الاقتصادات المحلية تتوقف عن العمل تماما في مختلف أنحاء العالم. وحسابات كئيبة لتحديد أي البلدان هي الأشد تضررا بفيروس كورونا (COVID-19)، حيث تتقدم الولايات المتحدة القائمة الآن بأشواط ــ بعد أن سجلت ما يقرب من 61 ألف حالة مؤكدة أكثر من الصين، موطن الفاشية الأصلي.

في أوروبا، كانت الجائحة عنيفة بشكل خاص في إيطاليا، التي ظلت مغلقة على المستوى الوطني منذ التاسع من مارس/آذار في محاولة لإبطاء انتشار الفيروس. حتى الثلاثين من مارس، سجلت إيطاليا ما يقرب من 98 ألف حالة إصابة مؤكدة بمرض فيروس كورونا 2019. وحتى الآن، توفي بسبب المرض أكثر من 10700 إيطالي أغلبهم من منطقة لومباردي في الشمال. تُـعَد ميلانو، العاصمة الإقليمية، أكثر من مجرد دعامة أساسية للاقتصاد في إيطاليا. كما ترتبط هذه المدينة التي كانت تعج ذات يوم بالحركة ارتباطا وثيقا بالمشروع الأوروبي وتشكل محركا بالغ الأهمية للاقتصاد الأوروبي ككل.

مع ذلك، وبرغم ارتفاع حصيلة الموتى، وفي ظل معدلات انتقال في المنطقة أعلى من أي مكان آخر في القارة، كان الاتحاد الأوروبي ــ وبلدانه الأعضاء فرادى ــ بطيئا في التقدم على أي نحو حقيقي وإظهار التضامن مع الجارة المريضة. بدلا من ذلك، أغلقت دول الاتحاد الأوروبي حدودها وانغلقت على ذاتها. وتفاقمت محنة إيطاليا بسبب إغلاق الحدود، والذي أدى إلى قطع الإمدادات والمعدات الطبية التي تحتاج إليها بشدة.

https://prosyn.org/caukyUKar