Lomborg158_SANJAY KANOJIA_AFP_Getty Images SANJAY KANOJIA/AFP/Getty Images

أيّ من سياسات مكافحة الفقر قد تحقق النجاح؟

فيجاياوادا، الهند ــ تبدو بعض السياسات غاية في الإيثار لدرجة يستحيل معها تقريبا تصور وجود أي اعتراض عليها. فالهدف مثلا من إقراض مبالغ صغيرة من المال، أو شطب ديون لمساعدة من يكابدون الفقر المدقع، هو مد يد العون للفئات الأكثر ضعفا، ويبدو كلاهما أسلوبين حكيمين للغاية. لكن تدقيق النظر في هذه السياسات المدفوعة بالنوايا الحسنة يكشف ما بها من تضليل.

قبل عقد تقريبا، ملأت المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية، وكذلك محبو العمل الإنساني والخيري، الدنيا إشادة بالإقراض متناهي الصغر كعصا سحرية ستقضي على الفقر الشديد. كما أعلنت الأمم المتحدة عام 2005 العام الدولي للإقراض متناهي الصغر، وعندما مُنحت جائزة نوبل للسلام لمحمد يونس وبنك جرامين في العام التالي، أعلنت لجنة نوبل أن الإقراض متناهي الصغر "أداة متزايدة الأهمية في الحرب ضد الفقر". وذهب نجم البوب بونو، المشهور بحماسه للعمل الإنساني، إلى ما هو أبعد من ذلك حينما قال: " أعط رجلا سمكة، وستكفيه يوما، وأعط امرأة قرضا متناهي الصغر، وستأكل هي وزوجها وأولادها وعائلتها الكبيرة عمرا".

لكن للأسف، تبين الأدلة المجمعة بعناية عبر سنوات طويلة أنه لا وجود لما يسمى بعصا سحرية للقضاء على الفقر ــ وقطعا لا وجود لشيء اسمه سياسة سهلة غير مكلفة كفيلة بإطعام أسرة بأكملها عمرا. وقد أبرزت سلسلة من التجارب أهمية تصميم برامج للقروض متناهية الصغر، وفي حالات كثيرة، لا يكون لهذه البرامج فائدة كبيرة في مجال القضاء على الفقر. ونادرا ما وُجد أنها تسهم في زيادة متوسط الدخول بقدر كبير، بل الأسوأ من ذلك، أنها تنطوي على مخاطرة إثقال كاهل الفقراء بديون إضافية.

https://prosyn.org/ylr1f9Iar