trump saudi arabia Mandel Ngan/AFP/Getty Images

زمن عودة النيران الخطيرة للإرهاب

نيودلهى - لطالما عُرفت القوى العالمية بالتدخل، علنا وسرا، للإطاحة بحكومات بلدان أخرى، وإنشاء أنظمة متشددة، ومن ثم دعم تلك الأنظمة، حتى باستخدام العمل العسكري. لكن في كثير من الأحيان، ما يبدو وكأنه فكرة جيدة على المدى القصير يؤدي إلى عواقب وخيمة غير مقصودة لاحقا، لأن التدخل يؤدي إلى الدخول في صراع، كما تصبح القوى المتدخلة أهدافا للعنف. هذا التسلسل واضح تماما اليوم، حيث تواجه البلدان التي تدخلت في الشرق الأوسط موجة من الهجمات الإرهابية.

في الشهر الماضي نفذ سلمان رمضان عابدي - البالغ من العمر 22 عاما والمزداد ببريطانيا من والدين مهاجرين ليبيين - نفذ تفجيرا انتحاريا خلال حفل النجمة الأميركية أريانا غراندي في مانشستر بإنجلترا. إن التفجير - وهو أسوأ هجوم إرهابي في المملكة المتحدة منذ أكثر من عقد - يمكن وصفه بأنه رد فعل على أنشطة المملكة المتحدة وحلفائها في ليبيا، حيث أدى التدخل الخارجي إلى تحويل البلاد إلى قاعدة إرهابية بكل امتياز تنطلق منها الهجمات.

لم تساعد المملكة المتحدة الجهاديين بقوة في ليبيا فحسب؛ بل شجعت المقاتلين الأجانب، بما فيهم الليبيين البريطانيين، على الانخراط في العملية التي يقودها حلف الشمال الأطلسي والتي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي في عام 2011. وكان والد عابدي من بين هؤلاء المقاتلين، وهو عضو منذ فترة طويلة في الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية المرتبطة بالقاعدة، التي سُجن أعضاؤها أو أجبروا على المنفى خلال حكم القذافي. عاد عابدي الأب إلى ليبيا قبل ست سنوات للقتال إلى جانب ميليشيا إسلامية مدعومة من الغرب تعرف باسم فرقة طرابلس. وكان ابنه قد عاد مؤخرا من زيارة إلى ليبيا عندما نفذ هجوم أرينا بمانشستر.

https://prosyn.org/EXKhKSyar