tyson88_ExperienceInteriorsGettyImages_businesstablenewyork ExperienceInteriors/Getty Images

تحويل رأسمالية أصحاب المصلحة إلى حقيقة

بيركلي ــ على مدار نصف قرن من الزمن، تبنت الشركات الأميركية (والعديد من الشركات الأخرى في جميع أنحاء العالم) مبدأ أولوية المساهمين، والذي ينص على أن مسؤولية الشركات الوحيدة هي زيادة الأرباح إلى أقصى حد. لكن هذا المبدأ يواجه تحديا الآن من قِبل رؤساء الشركات أنفسهم، حيث أعلنت رابطة المائدة المستديرة للأعمال بالولايات المتحدة العام الماضي أنها ستتبنى نهجا قائما على أصحاب المصلحة لا يركز فقط على المساهمين ولكن أيضا على العملاء والموظفين والموردين والمجتمعات، باعتبارهم جميعا عناصر أساسية في الأداء التجاري.

عندما ينضم كبار رجال الأعمال الأميركيين إلى نظرائهم من حول العالم هذا الشهر في اجتماع الذكرى السنوية الـ 50 للمنتدى الاقتصادي العالمي، ستجري مناقشة كيفية إضفاء معنى واقعي وملموس على مفهوم رأسمالية أصحاب المصلحة، الذي طُرح لأول مرة من قبل مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، كلاوس شواب، في سبعينيات القرن الماضي. واستعدادا لاجتماع هذا العام، اقترح شواب "بيان دافوس" جديدا يحدد المفاضلات المحتملة بين اهتمامات مختلف أصحاب المصلحة، ويبحث طرق الحد منها أو استبعادها من خلال الهدف المشترك المتمثل في خلق قيمة طويلة الأجل.

انقض المنتقدون على كل من بياني المائدة المستديرة للأعمال والمنتدى الاقتصادي العالمي، رافضين ما جاء فيهما باعتباره "خطابا فارغا" أو مشهدا من فيلم ساحر أوز. وانتقد آخرون مهزلة النخب التي تتحدث فيما بينها وليس مع من يلحقون بهم الأذى. وبرغم وجود بعض الشكوك التي يمكن تبريرها، إلا أنه توجد بالفعل علامات واعدة على حدوث تغيير في سلوك الشركات. حيث بدأ كل من المنتدى الاقتصادي العالمي والمائدة المستديرة في تطوير مخططات تهدف إلى تطبيق رأسمالية أصحاب المصلحة.

https://prosyn.org/fogd3Bjar