sierakowski51_LUDOVIC MARINAFP via Getty Images_macronpolandprimeminsiterfrance Ludovic Marin/AFP via Getty Images

رحلات ماكرون في أرض الأوهام

نيويورك ــ عندما قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة إلى بولندا في الثالث والرابع من فبراير/شباط، لم يتطرق إلا بإيجاز لموضوع استقلال القضاء، فذكر نزاع بولندا بشأن هذه القضية مع المفوضية الأوروبية، ولكن ليس مع فرنسا. ومن الواضح أن ماكرون كان يحاول تذويب جليد العلاقات الفرنسية البولندية وإعطاء بولندا الفرصة لإنهاء عزلتها داخل الاتحاد الأوروبي.

بعد زيارة ماكرون مباشرة، وَقَّـع الرئيس البولندي أندريه دودا على قانون "التكميم" الذي من شأنه أن يمكن الحكومة من معاقبة القضاة الذين يتصرفون بشكل مستقل. ثم زاد دودا الطين بلة عندما استضاف رئيس مقدونيا الشمالية، وهي الدولة التي دخلت في منازعة مع فرنسا في أعقاب القرار الذي اتخذه ماكرون بوقف الطلب الذي تقدمت به للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولابد أن ماكرون، الذي كان لا يزال في بولندا لإلقاء محاضرة في جامعة جاجيلونيان في كراكوف، شعر وكأنه خُـدِع.

لم يكن هذا سوى أحدث دليل على ازدراء الحكومة البولندية الحالية لماكرون. يعلم الجميع أن ماكرون هو الزعيم الأوروبي الأكثر التزاما بتعزيز تكامل الاتحاد الأوروبي. وهذا هو السبب وراء انتقاداته الشديدة للعقبات الرئيسية التي تحول دون إتمام التكامل، وخاصة حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا. ومع ذلك، كان المقصود من زيارته الأخيرة أن تكون بمثابة بادرة حسن نوايا.

https://prosyn.org/XAbBcLVar