levy31_ERIC FEFERBERG_AFP_Getty Images ERIC FEFERBERG/AFP/Getty Images

ماكرون والأسماك الضّارية

باريس – لا يمكن تبرير أخطاء ألكسندر بينالا، المعاون الأمني السابق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي رصدته كاميرا فيديو وهو يضرب أحد المتظاهرين في الأول من أيار/مايو. ومن المفهوم تماما أن ماكرون ارتكب عدة أخطاء في تقدير الأمور بأن وثق لفترة طويلة جدا بملاكم مشاغب صغير السن وعديم الخبرة تخيَّل نفسه شرطيا أو بلطجيا. ويرجع الفضل إلى الصحفيين الذين أجبروا قصر الإليزيه على إنهاء شهرين ونصف الشهر من الصمت المُذنب وعلى قطع صلته ببينالا.

ولكن وراء هذه الفضيحة تكمن سلسلة أحداث أكثر ترويعا. فإن معارضي ماكرون، بعد أن أعجزهم الصوت المطرد لإصلاحات ماكرون المهمة، وجدوا، أخيرا، في فضيحة بينالا معركة جيدة لخوضها. ولكن ينبغي ألا يفرح أحد في أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان وزعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلونشون هما اللذين قادا هجمات على ماكرون لصمته عن مساعده البلطجي. فقد كان هناك شيء مثير للنفاق العميق في مشهد هؤلاء المحاربين القدماء، الذين يعتمدون في كثير من الأحيان على رجال العصابات المتخلفين التابعين لهم، وهم يدافعون عن الشرطة ضد "الميليشيات".

مَنْ الذي تحاول لوبان وميلونشون أن يخدعاه عند ادعاء الاهتمام بالسلوك المتحضر في الأماكن العامة في حين أنهما لا يستهويهما سوى الغضب والعداء؟ ففي مقال نُشر يوم الأحد الماضي في صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية الأسبوعية، يناقش بعجرفة واستخفاف مسؤولون في حزب ميلونشون – حزب فرنسا الأبية – خططا "لتشديد اللهجة"، "وضرب" المنافس س أو ص، "والحصول على" معلومات شديدة السرية عن "المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية"، وجعل الأزمة "مهمة" بما فيه الكفاية "للإضرار بالرئيس".

https://prosyn.org/N2mH0ksar