dervis86_LUDOVIC MARINAFPGetty Images_macron Ludovic Marin/AFP/Getty Images

يسار الوسط والعولمة

واشنطن، العاصمة ــ تهدد الانتفاضات الشعبية في مختلف أنحاء فرنسا بتحطيم الآمال التي علقها كثيرون على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد انتخابه في مايو/أيار 2017. فبعد نجاح حزبه "الجمهورية إلى الأمام!" في الحصول على أغلبية برلمانية مطلقة، وَعَد ماكرون بملاحقة إصلاحات صعبة ليس في فرنسا فحسب بل وأيضا داخل الاتحاد الأوروبي. لكنه الآن يواجه أعظم أزمة خلال فترة رئاسته.

كانت إعادة تجديد نشاط الاتحاد الأوروبي تعتمد لفترة طويلة على قائد فرنسي قادر على إصلاح الاقتصاد بالكامل. وقبل ضريبة الوقود المقترحة التي دفعت بحركة السترات الصفراء إلى الشوارع في الشهر الفائت، تمكن ماكرون من التغلب على المعارضة لسلسلة من إصلاحات سوق العمل. على الرغم من الصعوبات السياسية، كانت الإصلاحات ضرورية لخفض عجز الموازنة إلى ما دون 3% من الناتج المحلي الإجمالي بما يتفق مع قواعد الاتحاد الأوروبي، وتحديث نظام الضمان الاجتماعي الفرنسي السخي في مواجهة تكنولوجيات جديدة معطلة للنظم القائمة.

كما زعمت (أنا كمال درويش) في مايو/أيار، فإن جذور يمين الوسط ويسار الوسط التقليدين تمتد عميقا في الحياة السياسية الأوروبية إلى الحد الذي يجعل من المستحيل أن تتمكن حركة سياسية صاعدة مثل حزب ماكرون من محوهما. وعلى هذا، لكي يتمكن ماكرون من الاحتفاظ بشعبيته، فيتعين عليه أن يتعاون مع، أو يضم على نحو أو آخر، إما يمين الوسط أو يسار الوسط.

https://prosyn.org/9JWCKa2ar