tharoor127_STRINGERAFPGetty Images_india election Stringer/AFP/Getty Images

معركة من أجل الروح الهندية

نيودلهي ــ مع تأهب الهند لانتخاباتها العامة، يجب أن لا يغيب عن ناظرنا الحجم الهائل للمناسبة المرتقبة، التي وُصفت بأنها "أكبر حدث في العالم يعتمد على إدارة بشرية". من خلال الانتخابات التي ستستمر من 11 إبريل/نيسان حتى 23 مايو/أيار، سيقرر 900 مليون ناخب ممن لهم حق التصويت (منهم 15 مليون ناخب يدلون بأصواتهم لأول مرة) مصير ما يقرب من عشرة آلاف مرشح يمثلون أكثر من 500 حزب سياسي يتنافسون على 545 مقعدا في لوك سبها (بيت الشعب). وتحطم كل انتخابات هندية عامة الرقم القياسي الذي سجلته سابقتها لتصبح الأكبر في تاريخ العالم. ولم يتوافر لأيٍ من انتخابات لوك سبها الستة عشر السابقة مثل هذا الزخم السياسي الذي تحظى به الانتخابات القادمة.

تُنظَّم الانتخابات عبر سبع مراحل ستُجرى في الفترة ما بين الحادي عشر من إبريل/نيسان والتاسع عشر من مايو/أيار، على أن ينتهي فرز جميع الأصوات بحلول الثالث والعشرين من مايو/أيار. وستصوت الولايات الأكبر مساحة، مثل ولاية أوتار براديش شمالي الهند التي يُخصص لها وحدها 80 مقعدا في لوك سبها، في كل مرحلة من تلك المراحل، بينما تنجز الولايات الأخرى عملية التصويت في يوم واحد. أما دائرتي الانتخابية ثيروفانانثابورام، عاصمة ولاية كيرالا الجنوبية، والتي أسعى لتمثيلها للمرة الثالثة، فستصوت في المرحلة الثالثة (والأكبر) من الانتخابات يوم 23 إبريل/نيسان، إضافة إلى 114 دائرة انتخابية أخرى من 14 ولاية.

وستنشئ لجنة الانتخابات الهندية، وهي الجهاز المكلف بتنفيذ هذا المشروع الضخم، مليون مركز اقتراع تضم 2.33 مليون وحدة اقتراع إلكترونية، سيديرها أكثر من مليون شخص (كثير منهم سيُنتدبون من أجهزة حكومية مختلفة من أنحاء البلاد)، وسيسافرون بوسيلة نقل أو بأخرى ــ بداية من الحافلات والقطارات حتى الفيلة والجمال ــ للوصول إلى آخر ناخب. ويمكن أن يؤدي الشرط الذي وضعته لجنة الانتخابات الهندية بأن لا يسافر أي ناخب أكثر من كيلومترين للوصول إلى مركز الاقتراع إلى ظهور مواقف لافتة وفريدة. ففي آخر انتخابات مثلا، أقيمت مقصورة اقتراع في غابة في غرب الهند من أجل ناخب واحد يقيم بها. كما أقيمت مقصورة أخرى في جبال الهيمالايا على ارتفاع 4500 متر (15 ألف قدم) فوق مستوى سطح البحر، وكانت أعلى مقصورة اقتراع في العالم.

https://prosyn.org/1GbHNpNar