علوم محلية للتعامل مع الكوارث الضخمة

تتحفنا الأرض بفيض لا ينتهي من الكوارث. ويتسم بعض هذه الكوارث مثل الإيدز بأنها مزمنة، بينما يأتي البعض الآخر مثل الزلازل أو الأعاصير كإعصار كاترينا في استعراض مفاجئ لقوى الطبيعة. وفي كل من الحالتين يتوقع الناس أن تتنزل جهود الغوث الجيدة التمويل على المناطق المنكوبة من قِـبَل المناطق الأكثر ثراءً. لكن استيراد المعونة قد لا يكون أقل فعالية فحسب؛ بل إنه قد يتسبب في واقع الأمر في المزيد من الضرر على الأمد البعيد.

فحين تضرب إحدى موجات المد المحيطية العارمة منطقة ما يبادر الناس إلى طلب المعونة من خبراء العالم الأول. وتكون الأولوية القصوى في هذه الأحوال لجهود الإنقاذ، ثم تتبعها قضية تأمين الغذاء والمسكن وتقديم الإسعافات الطبية للمنكوبين. والمسألة هنا تنصب في الأساس على إنجاز المهام الضرورية، التي لابد وأن يتم إنجازها على الوجه الأكمل. ومن هنا تأتي العمليات وفقاً للفلسفات المؤسسية للدول المانحة للمساعدات.

لكن تسرب عادات ثقافة ما إلى ثقافة أخرى أثناء عملية إعادة البناء قد يؤدي إلى إحداث تغييرات مجتمعية تكاد لا تقل تدميراً عن الكارثة ذاتها، كما حدث في بعض قرى الصيد الصغيرة في الفلبين في أواخر سبعينيات القرن العشرين.

https://prosyn.org/I3orZzRar