4d72650446f86f380e07a128_px2203c.jpg

الحياة وفقاً للأرقام

نيويورك ـ في الأسبوع الماضي عَلِمت أنني لست مصابة بالسرطان. فقد اتصل بي طبيبي وقال: "لديّ بعض الأنباء الطيبة". ومن حسن الحظ أننا كنا في ذلك الوقت في وسط تدريب على التعامل مع الحريق في مكتبي، لذا فلم يلحظ أحد دموع الارتياح التي ذرفتها.

كنت قبل أسبوعين تقريباً قد انتبهت إلى وجود تورم بينما كنت أشارك في مؤتمر في جنوب أفريقيا. وعلى هذا فقد بَكَّرت بالعودة إلى الديار لإجراء فحص لنسيج التورم، ولكن مختبر علم الأمراض كان بطيئاً إلى حد مزعج للغاية؛ ومرت الأيام من دون أي اتصال لإطلاعي على النتيجة. ومن الواضح أنهم كانوا يبذلون قصارى جهدهم للتعرف على مدى سوء حالتي بالضبط. والواقع أنهم كانوا حريصين كل الحرص على عدم تفويت أي دلالة قبل أن ينتهوا إلى أن الورم كان نادراً ولكنه من نوع حميد.

كنت أعد نفسي لاستقبال التشخيص لأكثر من أسبوع... بل لعدة أعوام على نحو ما، منذ حولت تركيزي من الاستثمار في "كل ما يتصل بالإنترنت" إلى الاستثمار في كل ما يتعلق بالصحة. ولقد تبين لي أن فهم الصحة ـ وتعزيزها ـ يشكل تطبيقاً عظيماً لتكنولوجيا المعلومات. ذلك أن الصحة أصبحت تشتمل بشكل متزايد على الأرقام. وكثير من هذه الأرقام ليس مجرد احتمالات طبية؛ بل إنها تتعلق بخيارات الحياة اليومية التي يمكنك أن تتخذها قبل أن يصيبك المرض (أو قبل أن يهددك المرض، كما كانت الحال بالنسبة لي).

https://prosyn.org/KQ34h98ar