Viktor Orban and Jaroslaw  Kaczynski © Janek Skarzynski & Sean Gallup | Getty Images

زعماء على شاكلة بوتن في الاتحاد الأوروبي

موسكو ــ كانت واحدة من أتعس مفارقات احتفال هذا العام بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لانهيار الاتحاد السوفييتي أن المجر وبولندا، الدولتين الأكثر توتراً بين الأمم التي وقعت أسيرة الاتحاد السوفييتي، يقودهما الآن رجلان يحاكيان أسلوب الحكم الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن. فهما أيضاً يفرغان المؤسسات الديمقراطية المستقلة من مضمونها ويقمعان الحريات الأساسية للمواطنين. وكما يقول المثل القديم: "أصبحنا ما نكره".

بعد سقوط الشيوعية، أعلنت كل من بولندا والمجر أنها دولة في أوروبا الشرقية لا أكثر. ولكنهما بدلاً من ذلك كانتا جزءاً من أوروبا الوسطى، أو حتى أوروبا الغربية، على قدم المساواة مع النمسا. واليوم تعتنقان الحكم الاستبدادي على طريقة بوتن، إلى الحد الذي يجعلهما عُرضة للعقوبات من قِبَل الاتحاد الأوروبي. والواقع أن مثل هذا العقاب أمر مستحق.

فالآن يقود بولندا ظاهرياً الرئيس أندريه دودا، في حين يسيطر عليها في واقع الأمر رئيس الوزراء السابق ياروسلاف كاتشينسكي، رئيس حزب القانون والعدالة اليميني. وكاتشينسكي هو الشقيق التوأم للرئيس الراحل ليخ كاتشينسكي، الذي توفي في حادث سقوط طائرة بالقرب من سمولينسك في روسيا عام 2010، عندما كان في طريقه لإحياء ذكرى ضحايا مذبحة كاتين التي ارتكبها السوفييت عام 1940. وعلى الرغم من اعتبار الحادث عَرَضيا، يصفه حزب القانون والعدالة باعتباره نتيجة مؤامرة دبرها الكرملين ــ وهو اتهام يدل على جنون الشك والعَظَمة، وتزداد غرابته نظراً لتصميم كاتشينسكي الواضح على محاكاة سلوك بوتن.

https://prosyn.org/6pGaBZqar