28f31b0446f86f500ef7b501_ms5135c.jpgac6a940246f86f6804b08e01

أميركا اللاتينية والعقد المصقول

سانتياجو ـ في شهر يوليو/تموز الماضي أعلن بنك التنمية بين الأميركيتين أن هذا العقد سوف يكون "عقد أميركا اللاتينية". وبعد شهرين، أيدت صحيفة الإيكونوميست هذه الفكرة، التي تكررت منذ ذلك الوقت على لسان الأنصار والخبراء.

ليس هناك شيء أكثر إثارة لاهتمام الخبراء والمنتقدين من النمو الاقتصادي. وطبقاً لبيانات صندوق النقد الدولي فإن أميركا اللاتينية تشهد نمواً بلغ 6% سنوياً في العام الماضي، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 4.75% في عام 2011. ومقارنة بالأداء الضعيف في الأغلب على مدى العقود الثلاثة الماضية، فإن هذا يجعل المنطقة الآن تبدو وكأنها بلغت سرعة الإقلاع. ومقارنة بالسجل البائس مؤخراً في أميركا الشمالية وأوروبا فإن النمو بهذا المعدل يعتبر سريعاً إلى حد اختراق سرعة الصوت. كما سجلت أسواق الأوراق المالية في أميركا اللاتينية ارتفاعاً حاداً منذ الأزمة، وارتفعت أيضاً أسعار العقارات في تلك البلدان القليلة التي تحتفظ بسجلات لقيم المنازل. لا عجب إذن أن يتحمس العديد من الناس لأميركا اللاتينية إلى هذا الحد.

كان المزاج السائد حول أميركا اللاتينية متفائلاً بنفس القدر في بداية ثمانينيات القرن العشرين. وكانت القروض المصرفية التي تقدمها بنوك الولايات المتحدة وفيرة، في وقت حيث كانت بلدان مثل الأرجنتين وشيلي وأوروجواي تشهد نمواً سريعا. ولكن آنئذ قرر بول فولكر زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، فعادت الدولارات إلى الديار، وعجزت أغلب البلدان عن سداد ديونها، وأصبحت الثمانينيات بمثابة "العقد الضائع" بالنسبة لأميركا اللاتينية.

https://prosyn.org/V8ZBTHSar