leonard44_GettyImages_EUstarseuropemap Getty Images

هل تتحول أوروبا إلى لاعب عالمي؟

برلين ــ لم تكن السنوات الخمس المنصرمة رئيفة بآمال السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. فالمنافسة الجديدة الجارية بين قوى عظمى تنحي جانبا النظام الدولي القائم على القواعد، وتُستَخدَم جوانب من العولمة ــ من التجارة إلى الإنترنت ــ لتقسيم البلدان بدلا من توحيدها. في الوقت ذاته، أصبح الجوار الجغرافي الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي أشبه بحلقة من نار.

تعكس هذه التحديات بشكل أساسي تحولا في ميزان القوى العالمي، والذي تغير بشكل جوهري من منظور السياسة الخارجية الأميركية. وكما يوضح المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تقرير جديد، فإن التطورات العالمية جعلت بلدان الاتحاد الأوروبي عُرضة على نحو متزايد لضغوط خارجية تمنعها من ممارسة السيادة. ويهدد مثل هذا التعرض مصالح الاتحاد الأوروبي الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية، من خلال السماح لقوى أخرى بفرض تفضيلاتها عليه. وما يزيد الطين بلة أن المؤسسات الحاكمة في الاتحاد الأوروبي لم تفعل إلا أقل القليل للتغلب على الانقسامات بين البلدان الأعضاء، ولم تلعب دورا مؤثرا في الاستجابة لأزمات كتلك في أوكرانيا، وسوريا، وليبيا.

مع ترشيح جوزيب بوريل لمنصب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، تسنح الفرصة للاتحاد لإعادة إطلاق سياسته الخارجية. في الوقت الحالي، يشغل بوريل منصب وزير خارجية إسبانيا ــ التي تُعَد ذاتها مركزا جديدا للقوة في الاتحاد الأوروبي ــ وسوف تتلخص مهمته في توحيد مؤسسات الاتحاد الأوروبي ووزراء الخارجية على المستوى الوطني خلف سياسة خارجية مشتركة على مستوى الاتحاد الأوروبي.

https://prosyn.org/cZevWkGar