mazzucato19_EDDIE MULHOLLANDPOOLAFP via Getty Images_boris johnson covid Eddie Mulholland/Pool/AFP via Getty Images

بوريس جونسون يخفق في خطة لمواجهة كوفيد-19

لندن- يقول مثل بوذي زني قديم بصيغة تحذيرية: "إياك أن تنظر إلى الأصبع الذي يشير إلى القمر بدل هذا الأخير". فإذا ركز المرء على الوسائل أكثر من اللازم، قد يغفل عن الغايات. وخير مثال على ذلك، خطة "أوبريشن مونشوت" بمعنى خطة (طموحة جدا فيما يتعلق بالاختبارات)، لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بقيمة 100 مليار جنيه إسترليني (130 مليار دولار)، بهدف تعزيز القدرة الاستيعابية لاختبارات كوفيد-19 في البلاد من 350.000 يوميًا إلى عشرة ملايين يوميًا بحلول فصل الربيع القادم. ونظرا للطريقة التي صممت بها خطة جونسون، فإنها،على أفضل تقدير، تصرف الانتباه عن إخفاق حكومته المستمر في تنفيذ نظام اختبار وتتبع فعال؛ وتُمثل، على أسوأ تقدير، جهداً واعياً لتقويض القطاع العام.

ومن المؤكد أن الخطة الطموحة جدا آن أوانها منذ فترة طويلة. إذ يجب على الحكومات أن تعتمد نهجًا موجهًا نحوالأهداف لمواجهة التحديات الجماعية الكبرى مثل تغير المناخ ووباء كوفيد-19. إن خطة الاختبار الشاملة المصممة جيدًا والمزودة بمكوني الاختبار والتتبع القويين هي المفتاح لفتح الاقتصاد بأمان، شأنها في ذلك شأن التعبئة الواسعة النطاق للإنتاج الصناعي التي سيكون لها دور حاسم في تحقيق الانتعاش الاقتصادي.

ولكن خطة حكومة جونسون تثير القلق. أولا، بتركيزها المفرط على الحجم الهائل للاختبارات، فإنها تتجاهل الأغراض الرئيسية للاختبار، والتي تتمثل في تشخيص الأفراد، وتتبع مخالطيهم، وتحديد معدلات الإصابة داخل المجتمع. ولتقييم انتشار الفيروس في منطقة معينة، يعد الحصول على عينة غير متحيزة ذات حجم معقول أكثر أهمية بكثير من العدد المطلق للاختبارات التي ستجرى.

https://prosyn.org/3lqkGUOar