azmeh3_cybrainGettyImages_globedigitallocks cybrain/Getty Images

كيف ننقذ الإنترنت

مانشستر ــ في أحد مشاهد المسرحية الهزلية الأميركية "سيليكون فالي"، تتنافس الشركات الرقمية البادئة على التمويل من خلال تقديم أفكارها. وفي كل عرض تقديمي، يكرر مؤسسو الشركة شعار وادي السليكون المتمثل في عبارة "لجعل العالم مكان أفضل". ويتعهد أحد المؤسسين بجعل العالم مكان أفضل من خلال "مراكز بيانات للحوسبة السحابية محددة بالبرمجيات"، وآخر عن طريق "قواعد بيانات موزعة قابلة للتوسع ومتسامحة مع الخطأ".

برغم أن فكرة شبكة الإنترنت التي "تجعل العالم مكانا أفضل" تُستَقبَل بالاستهزاء غالبا اليوم، فمن السهل أن ننسى أن هذا العقد من الزمن بدأ وسط حالة من التفاؤل بأن التكنولوجيات الجديدة ستعمل على الربط بين الناس، وتوسيع القدرة على الوصول إلى المعلومات، وتوليد فرص اقتصادية جديدة وفيرة.

أنا قادم من سوريا. وقد اختبرت بعض هذه الفوائد المحتملة. في دولة حيث مساحة المناقشة محدودة، زودت شبكة الإنترنت المواطنين بمنتدى للتعلم والمناقشة. وفي أعقاب احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، لعبت شبكة الإنترنت دورا مهما في توثيق الأحداث وتبادل المعلومات. مع فرار ملايين السوريين في وقت لاحق من البلاد، أصبحت شبكة الإنترنت الوسيلة الوحيدة للربط بينهم. قال ممثل كوميدي سوري مازحا: "المجتمع السوري لا وجود له إلا على فيسبوك"، موضحا كيف أصبحت الإنترنت الأداة الوحيدة المتاحة للسوريين المنتشرين حول العالم للإبقاء على حِس التضامن.

https://prosyn.org/9NaR1ixar