dervis10_erwo1GettyImages_babymoney erwo1/GettyImages

صناديق ائتمانية للجميع

واشنطن، العاصمة ــ ليس من المؤكد على الإطلاق ما إذا كان التعافي بعد الجائحة ليدوم ويُـفضي إلى اقتصادات أكثر استدامة وإنصافا. ومن الواضح أن إغراء محاولة العودة إلى الماضي القريب قوي، وكذا المصالح الخاصة التي تفضل مثل هذا المسار.

لكن كثيرين يدركون الآن أن ما يسميه رجل الاقتصاد برانكو ميلانوفيتش "رأسمالية الجدارة الليبرالية" لابد أن يتغير بشكل كبير من أجل التصدي للتحديات الجهازية: ليس تغير المناخ وحسب، بل وأيضا اتساع فجوات التفاوت في الدخل، والثروة، والرفاهة، والسلطة ــ وخاصة في الولايات المتحدة. يفرض التفاوت المفرط بين الناس وتدني الحراك بين الأجيال تهديدا وجوديا لرأسمالية السوق، وقد زادت الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة في مدن الولايات المتحدة ضد العنصرية الجهازية من حدة الشعور بإلحاح هذه المشكلة.

كما لاحظ داني رودريك من جامعة هارفارد، تستطيع الحكومات أن تستهدف التفاوت بين الناس في ثلاث مراحل من العملية الاقتصادية. من الممكن أن تؤثر سياسات ما قبل الإنتاج على أمور مثل التعليم، والصحة، والثروة. وتؤثر التدخلات في مرحلة الإنتاج على خلق الوظائف وتكوينها، واتجاه التغير التكنولوجي، وقوة المساومة والتفاوض لصالح رأس المال والعمالة. أما سياسات ما بعد الإنتاج مثل الضرائب والتحويلات فمن الممكن أن تعمل على إعادة توزيع العوائد من العمل ورأس المال.

https://prosyn.org/YtnpiXRar