tsang6_MiguelCandelaSOPAImagesLightRocketviaGettyImages_antiCarrieLampostersonground Miguel Candela/SOPA Images/LightRocket via Getty Images

ثلاثة دروس من احتجاجات هونج كونج

لندن ــ أظهرت الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها هونج كونج في الأسابيع الأخيرة مدى إصرار مواطنيها على التمسك بأسلوب حياتهم الديمقراطي ــ الذي كُفِل لهم عندما أعادت المملكة المتحدة السيادة على المدينة إلى الصين في عام 1997. علاوة على ذلك، تنطوي الاحتجاجات على ثلاثة دروس قوية: لرئيسة مدينة هونج كونج التنفيذية كاري لام، وللمتظاهرين أنفسهم، ولحكام الصين.

على مدار السنوات القليلة الماضية، زادت السلطات الصينية على نحو مضطرد من تدخلها في شؤون هونج كونج، مما أدى إلى التآكل التدريجي لمبدأ "دولة واحدة ونظامان" الذي كان الهدف منه ضمان "درجة عالية من الاستقلالية" للمدينة بعد عام 1997. تنبع الأزمة الحالية من رغبة الصين في وضع إطار قانوني لإعادة الهاربين من البر الرئيسي الذين تزعم أنهم استخدموا المدينة كملاذ آمن لثرواتهم غير المشروعة. في كثير من النواحي، كان قانون تسليم المجرمين الذي قدمته لام يمثل امتدادا لحملة الرئيس الصيني شي جين بينج لمكافحة الفساد إلى هونج كونج، وكان المقصود منه تجنب وقوع المزيد من الحوادث مثل قيام ضباط الأمن الصينيين في عام 2017 باختطاف رجل الأعمال الفاحش الثراء شياو جيان هوا من المدينة.

لا يوجد دليل يشير إلى أن الصين أعطت لام تعليمات تفصيلية حول استنان القانون. بل يبدو أن لام أخذت على عاتقها تقديمه. بيد أنها تجاوزت اختصاصها عندما جعلت قانون تسليم المجرمين المقترح ينطبق ليس فقط على الصينيين الهاربين من البر الرئيسي، بل وأيضا على جميع مواطني هونج كونج العاديين، وكذلك الأجانب المقيمين بشكل مؤقت في المدينة أو الذين يقومون بزيارتها.

https://prosyn.org/bGT2Hlfar