m3927.jpg

اطلبوا الشفاء على شبكة الإنترنت

نيويوركـ هناك ظاهرة مثيرة للاهتمام يشهدها عالم الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، وبعيداً تماماً عن كل الضجة المثارة حول التغييرات التي طرأت على نظام التأمين الصحي في البلاد: فقد بدأ الأفراد في تولي زمام صحتهم بأنفسهم ومحاولة تجنب الاحتياج إلى الرعاية في المقام الأول. وتماماً كما انتقل الناس منذ فترة طويلة من أجهزة الحاسب الآلي المركزية التابعة للمؤسسات إلى أجهزة الحاسب الآلي الشخصية، فقد بدءوا الآن في التحرك نحو الانتقال من الأدوات المؤسسية إلى الأدوات الشخصية في التعامل مع صحتهم ـ ليس لعلاج أمراض خطيرة مثل السرطان بكل تأكيد، ولكن لأغراض الرصد الصحي اليومي وسبل الوقاية من المرض.

ولتيسير هذا الانتقال فإن الأمر يتطلب التقاء مجموعة من الاتجاهات والميول. فأولاً، بات من الواضح أن العديد من المشاكل الصحية راجعة إلى سلوكيات شخصية: الإكثار من الأطعمة والمشروبات غير الصحية، والإكثار من التدخين، والإقلال من النوم أو ممارسة الرياضة. وقد لا تحمل هذه الرؤية أي جديد، ولكن من السهل الآن أن نتتبع السلوك الشخصي. فكما نستطيع استخدام البرمجيات المالية لإدارة أموالنا، بات بوسعنا الآن أن نستخدم مجموعة متنوعة من أدوات البرامج لمراقبة سلوكنا الشخصي وبياناتنا الإحصائية الجسمانية.

والواقع أن العديد من هذه الأدوات كانت عبارة عن ابتكارات صممها الناس في البداية لخدمة أنفسهم. على سبيل المثال، أنشأجيه. جيه. آليير برنامجاً لإنقاص الوزن تحت مسمى Lose It!، وهو تطبيق صممه لنفسه ليعمل على أجهزة الـ iPhone، فنجح في إنقاص وزنه من 88 كيلوجراماً إلى 77 كيلوجراماً، وكسب نحو 4,5 مليون مستخدم للتطبيق الذي أنشأه في الأساس لنفسه. ومثلهم كمثل مؤسسي نادي الحاسب الآلي Homebrew Computer Club، وهم مجموعة رائدة من مدمني الكمبيوتر الذين التقوا في بيركلي في الثمانينيات، بدأ العديد من الناس في ابتكار الأدوات ثم اكتشفوا فيما بعد أنهم توصلوا بذلك إلى فرصة تجارية عظيمة. والآن يلتقي العديد من المهتمين الجدد بمسألة "الصحة المنزلية" في إطار ما يطلق عليه "اللقاءات الذاتية الكمية"، حيث يستعرض البعض البرمجيات التي ابتكروها ويأتي آخرون لكي يتعلموا أو يقارنوا بين بياناتهم وبيانات الآخرين.

https://prosyn.org/lBpp8m0ar