70eded0146f86f44035ebb06_pa3699c.jpg Paul Lachine

هل اكتُسِبَت فلسطين؟

تل أبيب ـ كان المشهد الكئيب لعزلة إسرائيل أثناء مناقشة الأمم المتحدة للدولة الفلسطينية بمثابة النذير بقدوم التسونامي السياسي الذي حذر منتقدو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من وصوله إذا لم تقترح إسرائيل مبادرة سلام جريئة. ولكن الأمر الأكثر أهمية هو أن الخطابين اللذين ألقيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة من قِبَل الخصمين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أظهرا أن أي مبادرة لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات قد تكون عقيمة في نهاية المطاف.

إن الخطب لا تصنع السلام، ولكنها كفيلة بإفساد آفاقه. فقد أظهر كل من نتنياهو وعباس مرة أخرى كيف كانت السياسة المحيطة بـ"عملية السلام" سبباً في إلحاق الهزيمة بقضية السلام. فاستعرض كل من الزعيمين عدم اكتراثه بشواغل وهموم الطرف الآخر على الإطلاق، وكان الهم الأوحد لدى كل منهما هو إرضاء ناخبيه، بما في ذلك المنتمين إلى حماس والمستوطنين الإسرائيليين، الأمر الذي جعل من الواضح للقاصي والداني أن تضييق الفجوات التي تفصل بين مواقف كل من الطرفين لا يزال أمراً مستعصياً كأي وقت مضى.

فمن الواضح أن نتنياهو غير قادر على إرغام نفسه على الاعتراف بخطايا الاحتلال، أو حتى النطق بلفظ يعبر ولو عن الحد الأدنى من التعاطف مع مأساة التجريد والتشتت الفلسطينية. ولا شك أن الحماقة الإسرائيلية المتمثلة في المضي في توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لم تدفعه إلى أي قدر من البحث في الذات لامتحان عواطفه ودوافعه.

https://prosyn.org/rB6zR55ar