pisaniferry112_getty images_earth Getty Images

تحديات أجندة ما بعد الجائحة

باريس ــ هناك احتمالية متزايدة بأن تشكل أزمة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) نهاية نموذج النمو الذي نشأ قبل أربعة عقود مع ثورة ريجان-ثاتشر، وتبني الصين الرأسمالية، وزوال الاتحاد السوفيتي. فقد فضحت الجائحة مدى ضعف المجتمعات البشرية وعززت الدعم لتحرك عاجل بشأن المناخ. كذلك أدت الأزمة الحالية إلى تقوية قبضة الحكومات، وتآكل المساندة المهزوزة بالفعل للعولمة، وإطلاق نوع من إعادة التقييم للقيمة الاجتماعية للمهام الحياتية المعتادة. وفجأة أصبح نموذج الحكومة محدودة المسؤوليات والسوق الحرة يبدو بشكل مفزع وكأنه شيء من الماضي.

يشير التاريخ إلى أن الانتقالات بين مراحل التطور الرأسمالي قد تكون صعبة وغامضة. فلم يتشكل نموذج نمو ما بعد الحرب إلا بعد اختمار وبروز مشروع مارشال، فيما استغرق الانتقال من السبعينيات بركودها التضخمي إلى نموذج النمو القائم على هيمنة السوق عقدا كاملا. وبالتالي ستكون السنوات المقبلة صعبة على الأرجح.

ولا يكمن التحدي في الغموض فحسب، لأن ظهور توافق جديد يتطلب عادة تنحي شيء أو طرف معين (لصالح آخر). ففي أواخر أربعينيات القرن الماضي، انسحب الساعون لاقتصاد الريع (القائم على منح الامتيازات والخدمات وفرص العمل لفئة معينة دون مراعاة اعتبارات المنافسة والكفاءة) أمام قوى التحديث. وفي الثمانينيات، تنحّت العمالة المنظَّمة جانبا أمام الرأسمالية. وسيتكرر الأمر عينه هذه المرة، لأن التوافق بين الأولويات الناشئة واضح بدرجة كبيرة.

https://prosyn.org/qugme3Par