برينستون ــ إن التاريخ مهم، ولكن بطرائق متفاوتة وغير اعتيادية. ففي بعض الأماكن وفي نظر بعض الناس، يعني التاريخ صدامات أبدية تتشكل بِفِعل قوى جيوسياسية عميقة: فما حدث قبل أربعة قرون لا يختلف بتاتاً عن أحداث الأمس. وفي أماكن أخرى وفي نظر أشخاص آخرين، يشير التاريخ إلى ضرورة البحث عن سبل للهروب من المآزق القديمة والانحيازات التي عفا عليها الزمن. وهذا الانقسام هو الذي يرسم حدود المعركة الفكرية التي تدور رحاها الآن في أوروبا وحولها.
بحلول الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى هذا العام، أخرجت المطابع عشرات التحليلات الجديدة عن "الحرب التي اندلعت لكي تنهي كل الحروب". وإنه لمن المغري أن نرى أوجه تشابه معاصرة في مشاعر الرضا عن الذات في أوروبا الإمبراطورية، وبشكل خاص اعتقادها الراسخ بأن العالم كان مترابطاً ومزدهراً إلى الحد الذي يجعل أي ارتداد عن ذلك المسار أمراً لا يمكن تصوره. ولكن اليوم، وبرغم التأثيرات الحضارية المفترضة التي خلفتها سلسلة العرض العالمية، فإن البقاع الساخنة مثل سوريا أو بحر الصين الجنوبي قد تنفجر فتفجر العالم بأسره ــ تماماً كما فعل الصراع البوسني عام 1914.
وكان التأمل في إرث الحرب العظمى أيضاً مناسبة لإحياء عقليات تلك الحقبة. ففي المملكة المتحدة، شَنّ وزير التعليم مايكل جوف مؤخراً هجوماً عنيفاً ضد المؤرخين الذين أكدوا عَبَث الحرب، واصفاً إياها بـ"الحرب العادلة" الموجهة ضد "الداروينية الاجتماعية الوحشية التي تبنتها النخب الألمانية". ويبدو هذا أشبه بإشارة مستترة بالكاد إلى الصراعات على السلطة في أوروبا المعاصرة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Since 1960, only a few countries in Latin America have narrowed the gap between their per capita income and that of the United States, while most of the region has lagged far behind. Making up for lost ground will require a coordinated effort, involving both technocratic tinkering and bold political leadership.
explain what it will take finally to achieve economic convergence with advanced economies.
Between now and the end of this decade, climate-related investments need to increase by orders of magnitude to keep the world on track toward achieving even more ambitious targets by mid-century. Fortunately, if done right, such investments could usher in an entirely new and better economy.
explains what it will take to mobilize capital for the net-zero transition worldwide.
برينستون ــ إن التاريخ مهم، ولكن بطرائق متفاوتة وغير اعتيادية. ففي بعض الأماكن وفي نظر بعض الناس، يعني التاريخ صدامات أبدية تتشكل بِفِعل قوى جيوسياسية عميقة: فما حدث قبل أربعة قرون لا يختلف بتاتاً عن أحداث الأمس. وفي أماكن أخرى وفي نظر أشخاص آخرين، يشير التاريخ إلى ضرورة البحث عن سبل للهروب من المآزق القديمة والانحيازات التي عفا عليها الزمن. وهذا الانقسام هو الذي يرسم حدود المعركة الفكرية التي تدور رحاها الآن في أوروبا وحولها.
بحلول الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى هذا العام، أخرجت المطابع عشرات التحليلات الجديدة عن "الحرب التي اندلعت لكي تنهي كل الحروب". وإنه لمن المغري أن نرى أوجه تشابه معاصرة في مشاعر الرضا عن الذات في أوروبا الإمبراطورية، وبشكل خاص اعتقادها الراسخ بأن العالم كان مترابطاً ومزدهراً إلى الحد الذي يجعل أي ارتداد عن ذلك المسار أمراً لا يمكن تصوره. ولكن اليوم، وبرغم التأثيرات الحضارية المفترضة التي خلفتها سلسلة العرض العالمية، فإن البقاع الساخنة مثل سوريا أو بحر الصين الجنوبي قد تنفجر فتفجر العالم بأسره ــ تماماً كما فعل الصراع البوسني عام 1914.
وكان التأمل في إرث الحرب العظمى أيضاً مناسبة لإحياء عقليات تلك الحقبة. ففي المملكة المتحدة، شَنّ وزير التعليم مايكل جوف مؤخراً هجوماً عنيفاً ضد المؤرخين الذين أكدوا عَبَث الحرب، واصفاً إياها بـ"الحرب العادلة" الموجهة ضد "الداروينية الاجتماعية الوحشية التي تبنتها النخب الألمانية". ويبدو هذا أشبه بإشارة مستترة بالكاد إلى الصراعات على السلطة في أوروبا المعاصرة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in