sinn101_homas LohnesGetty Images_ecb Thomas LohnesGetty Images

نهاية النقود المجانية

ميونيخ- على الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يفكر الآن في تقليص مشترياته الشهرية من الأصول في ضوء أرقام التضخم المتزايدة، إلا أن رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، لازالت تصر على عدم وجود مخاطر تضخم مستدامة. وتقول أن التضخم المُقاس حاليًا مشكلة مؤقتة ستختفي بمجرد التغلب على اختناقات العرض، ومن ثم، لن يغير البنك المركزي الأوروبي سياساته. فهو يشبه سائق عربة خيول يرفض إحكام قبضته عندما تندفع خيوله، لأنها ستتعب نفسها في النهاية.

ولا تبالي بما تنص عليه معاهدة "ماستريخت" فيما يتعلق بالبنك المركزي الأوروبي، وهو أنه ملزم بضمان استقرار الأسعار في جميع الظروف. إذ لا تتضمن حكما بشأن إمكانية ترك الأسعار مرتفعة لفترة من الوقت. وعلى عكس بنك الاحتياطي الفيدرالي، لا يمكن للبنك المركزي الأوروبي أن يسعى قانونيًا لتحقيق التوازن بين هدف استقرار الأسعار وأهداف السياسة النقدية الأخرى.

وترجع اختناقات العرض الحالية إلى حد كبير إلى تدابير الحجر الصحي التي اتُخذت في الموانئ، خاصة وليس حصريا، في الصين. إذ لا يمكن للسفن التي ترسى هناك تفريغ حمولتها، ومن ثم، لا يمكن أيضًا تحميلها بالمنتجات الوسيطة التي يجب أن يكون الاقتصاد الأوروبي قادرًا على توفيرها لعملائه. وزادت معدلات الشحن بالنسبة للنقل البحري الدولي ثمانية أضعاف منذ عام 2019. ولكن الاختناقات تعكس أيضًا عمليات الإغلاق المفروضة محليًا في الاقتصادات الأوروبية في شتاء وربيع العام الماضي، مما أدى إلى نقص حتى في الأخشاب المحلية ومواد البناء الأخرى المنتجة في أوروبا.

https://prosyn.org/RL1veqqar