globe Umar Aslam/EyeEm/Getty Images

عصر التعقيد العالمي

نيويورك - لكل قرن، فيما يبدو، عصره الخاص به. فقد أُطلق على عصر النهضة، من منظور فلسفي، اسم عصر المغامرة. وجاء عصر المنطق في القرن السابع عشر، تلاه عصر التنوير. وكان القرنان التاسع عشر والعشرون عصري الأيدلوجيات والتحليلات، على التوالي. أما القرن الحادي والعشرون، فأستطيع أن أزعم أنه عصر التعقيد.

من ناحية، تقدمت العلوم والتكنولوجيا إلى الحد الذي يستطيع فيه الإنسان خلق حياة وحتى، من خلال تقنيات التعديل الجيني فائقة التقدم، تصميم أنواع جديدة. يتوقع عالم المستقبليات يوفال نوح هراري الظهور الوشيك "للهومو ديوس": وهو نوع من البشر يستطيع أن "يلعب دور الإله" عن طريق التحكم في الطبيعة بوسائل لا حصر لها، بما في ذلك تأخير الموت وقهره في نهاية المطاف فمعظم الاتجاهات التكنولوجية التي حددتها وزارة الدفاع الأمريكية بوصفها مهمة في السنوات القادمة لم نسمع عنها منذ ثلاثين عاما فقط.

ومن ناحية أخرى، معظم البشر تحاصرهم مشاعر اليأس والإحباط، بسب التحديات التي نبدو عاجزين عن مواجهتها، بدءا من التلوث والتغير المناخي وحتى الراديكالية والإرهاب اللذان لا هوادة فيهما. وقد ساهم التفاوت الاقتصادي – تعززه خسائر الوظائف الناتج عن الأتمتة، والنظم الاجتماعية المتأصلة، وديناميات السلطة السياسية المدمرة– مساهمة كبيرة في تولد هذا الإحساس بالعجز.

https://prosyn.org/yCMhG2Var