613d580446f86f380eddfb27_pa3501c.jpg

تأمين الموافقة على منظومة الدفاع الصاروخي

واشنطن، العاصمة ـ إن الزيارة الأخيرة التي قام بها دميتري روجوزين، مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشئون التعاون الدفاعي الصاروخي مع منظمة حلف شمال الأطلسي، إلى وزارة الخارجية الأميركية، تسلط الضوء على واحدة من العديد من العقبات التي تعرقل التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مجال الدفاع الصاروخي الباليستي. ولقد أكَّد وزيرا الخارجية والدفاع الروسيين على أهمية الحوار بشأن الدفاع الصاروخي الباليستي مع الولايات المتحدة، ولكن مع تبني وجهات نظر وأولويات متنافسة. أما الدبلوماسيون الروس فقد تبنوا عموما، ولكن ليس دائما، موقفاً أكثر تشددا، في حين كان روجوزين يحاول دفع أجندة خاصة به فيما يتصل بالدفاع الصاروخي الباليستي.

وهناك مسألة معقدة أخرى تتمثل في عدم اليقين بشأن من الذي سيحكم روسيا. فعلى ضوء الآراء المتباينة التي طرحها الرئيس دميتري ميدفيديف والرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتن ـ المرشحان الرئيسيان في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في العام القادم ـ فإن العديد من البيروقراطيين الروس يفضلون تجنب التقدم بمبادرات جريئة فيما يتصل بالدفاع الصاروخي الباليستي أو غير ذلك من القضايا المتعلقة بالحد من الأسلحة الاستراتيجية إلى أن يعرفوا من سيكون الرئيس القادم. ويبدو ميدفيديف أقل خوفاً من حلف شمال الأطلسي مقارنة بسلفه المصاب بما يشبه جنون العظمة، ولكن بوتن أظهر في الماضي قدراً مدهشاً من المرونة فيما يتصل ببعض القضايا الاستراتيجية.

ولقد كشفت التقييمات المشتركة للتهديدات الصاروخية التي أتمتها الحكومة الروسية مؤخراً مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة عن قدر كبير من التداخل بين الخبراء الفنيين المشاركين، ولكنها كشفت أيضاً عن بعض الاختلافات الجوهرية بين المنظرين الاستراتيجيين. على سبيل المثال، في حين ينظر الممثلون الغربيون عموماً إلى إيران باعتبارها تهديداً ناشئا، فإن العديد من الروس ما زالوا يصرون على أن النظام الإيراني يظل يشكل تحدياً فيما يتصل بالانتشار النووي ويمكن التعامل معه من خلال وسائل غير الدفاع الصاروخي الباليستي، مثل الدبلوماسية والعقوبات الدولية المحدودة.

https://prosyn.org/3UPsSPJar