sierakowski50_Adam BerryGetty Images_merkelputinlibya Adam Berry/Getty Images

شَـفَق سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية

برلين ــ في تقريرها حول مؤتمر عُـقِد مؤخرا في برلين لمناقشة الصراع في ليبيا، تشير واحدة من أكبر الصحف في ألمانيا، فرانكفورتر الجماين تسايتونج، إلى أن "الأيام التي كانت فيها الولايات المتحدة تهيمن على الشرق الأوسط وَلَّت وانتهت". لأكثر من عقد من الزمن، كانت الولايات المتحدة في تقهقر مستمر، مما أجبر أوروبا على نشر مظلة الحماية الخاصة بها، إما من خلال الاتحاد الأوروبي أو عن طريق السياسات الخارجية التي تنتهجها البلدان الأعضاء فرادى. من الواضح الآن أن الغَلَبة كانت للخيار الثاني. وتُـظهِر التطورات الأخيرة في إيران وليبيا أن الاتحاد الأوروبي لم يعد يشكل قوة ذات بال في الشؤون الدولية.

ففي نهاية المطاف، لم يعد أحد يتذكر في عموم الأمر أن الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015 لم يكن يضم الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة) بالإضافة إلى ألمانيا فحسب ــ بل كان يضم أيضا الاتحاد الأوروبي. ولسبب وجيه: ففي حين يعتبر الاتحاد الأوروبي هذا الاتفاق انتصاره الدبلوماسي الأعظم، منذ تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق في مايو/أيار 2018، كانت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة هي الدول التي تعمل على إنقاذه. وقد التزم الاتحاد الأوروبي في الأغلب بإصدار بيانات صحفية ملطفة، والتي خلفت التأثير غير المقصود المتمثل في التأكيد على افتقار الاتحاد الأوروبي إلى النفوذ الحقيقي.

إن الوضع في ليبيا مجرد عَـرَض يدل على المشكلة الأكبر. فقد أصبحت كل من تركيا وروسيا متورطة الآن في الحرب الأهلية الدائرة هناك (على جانب المعارضة) بهدف تعزيز مصالحهما الوطنية، وفي هذه العملية تهدد تصرفات هاتين الدولتين بإطلاق العنان لطوفان من اللاجئين.

https://prosyn.org/xiVSxXear