leonard67_Sean GallupGetty Images_annalenabaerbock Sean Gallup/Getty Images

ثورة خضراء مخملية في ألمانيا؟

برلين ــ في السنوات الخمسين الأخيرة، شهدت ألمانيا ثلاث معجزات. فقد تحولت ألمانيا، التي استحقت ذات يوم وصف "رجل أوروبا المريض"، إلى واحدة من كبريات الدول المصدرة. كما تغلبت على ماضيها. وأقامت اتحادا سياسيا واقتصاديا أصبح فيه أعداؤها السابقون أصدقاء. الآن بدأ العالَـم المريح الذي صاغته هذه المعجزات يتهاوى، تاركا الحزب الحاكم الحالي في ألمانيا، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في حالة من الارتباك الشديد والشلل.

الواقع أن الألمان، الفخورين بحق بما أنجزوه، كارهون لفكرة تلقي الدروس من غيرهم من الأوروبيين، وخاصة أولئك الذين يبدو أنهم أساءوا إدارة شؤونهم. لكن في هذه السنة الانتخابية الحاسمة، بدأت طريقة "التخبط الناجح" التي تميزت بها المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل تُـظـهِـر علامات الإجهاد. ومع انقسام حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشقيقه البافاري، حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، حول من يجب أن يخلفها، تسنح على نحو مفاجئ فرصة تاريخية لحزب الـخُـضر.

في حين تجاوز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي ناخبيه باختيار زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت كمرشح لمنصب المستشار، رَشَّـحَ حزب الـخُـضر زعيمة الحزب المشاركة النشطة ذات الأربعين ربيعا، أنالينا بربوك، للمنصب. في بلد شديد المقاومة للتغيير، تَـعِـد بربوك بالإصلاح دون انقطاع ــ وهي ثورة مخملية ناعمة. على حد تعبير حزب الـخُـضر في مسودة برنامجهم الانتخابي: "سوف نأتي ببعض التقاليد الحسنة للدفع بطرق جديدة، وترسيخ بعض الأشياء الجديدة، واستبدال الأشياء المألوفة. لكننا سنخلق الأمن في العملية الانتقالية".

https://prosyn.org/DKmzwsMar