bildt119_MAHMUD HAMSAFP via Getty Images_gazawar Mahmud Hams/AFP via Getty Images

التطرف من النهر إلى البحر

ستوكهولم ــ لقد تجاوزت الحصيلة التي تم الإعلان عنها للقتلى الفلسطينيين في غزة حتى الآن 25 ألف قتيل، ولا تظهر في الأفق أي إشارة على وقف القتال كما لا يوجد وضوح بشأن الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل مع تزايد حدة المناقشات حول ما الذي يتوجب فعله بعد انتهاء الحرب في نهاية المطاف. لقد كثّفت الولايات المتحدة الأمريكية من تصريحاتها والتي دعت من خلالها الى بذل المزيد من الجهود من أجل التوصل لحل الدولتين، وهي نفس سياسة الاتحاد الأوروبي ومعظم المجتمع الدولي لسنوات عديدة، كما تهدف مبادرة السلام العربية إلى إقامة دولتين للشعبين اللذين يقيمان بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مرة أخرى معارضته الصريحة حيث قال: "لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على كل الأراضي الواقعة غرب الأردن ــ وهذا يتعارض مع الدولة الفلسطينية". إن هذا الطرح يؤكد ظنون الكثيرين منذ فترة طويلة وهي إن سياسات نتنياهو لسنوات عديدة سعت لتعطيل أي تحرك من أجل التوصل لحل الدولتين وهي السياسات التي نجحت إلى حد كبير.

للأسف فإن أنصار حل الدولتين لا يشغلون موقعًا مهيمنًا ضمن الخطاب العام الحالي سواء في إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية، ومع احتدام الحرب زادت حدة المشاعر واستفاد المتطرفون من الجانبين سياسياً. إن هناك شعور متزايد بالعداء المتبادل مع اهتمام لا يكاد يذكر باحتمالات السلام على المدى الطويل، لكن هذا سوف يتغير في نهاية المطاف، مما قد يسمح بأشكال أكثر بناءة من الخطاب.

https://prosyn.org/rtQrdTzar