hogsta1_RICHARD A. BROOKSAFP via Getty Images_hiroshima nuclear RICHARD A. BROOKS/AFP via Getty Images

الوفاء بوعد نزع السلاح النووي في هيروشيما

جنيف ــ خلال الفترة من التاسع عشر إلى الحادي والعشرين من مايو/أيار، سيجتمع في مدينة هيروشيما في اليابان زعماء دول مجموعة السبع (كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة) بالإضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي. سيزور عدد كبير من هؤلاء القادة المدينة، وهي واحدة من مدينتين حيث استُـخـدِمَـت الأسلحة النووية في أغسطس/آب من عام 1945، لأول مرة. ولأن التهديد النووي أصبح الآن أقوى من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة، فلا يجوز لهم أن يستغلوا هذه المناسبة لتمرير ذات تدابير منع الانتشار المعمول بها منذ عقود من الزمن على أنها شيء جديد؛ بل يتعين عليهم أن يتعهدوا باتخاذ تدابير ملموسة يمكن التعويل عليها لنزع السلاح تستند إلى حظر الأسلحة النووية.

قرر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي ينحدر من أسرة سياسية في هيروشيما وكان له أقارب ماتوا في تفجير عام 1945، عقد قمة مجموعة السبع في المدينة على وجه التحديد بسبب تاريخها. في ضوء غزو روسيا لأوكرانيا وما تلاه من قعقعة السيوف النووية، ستحتل قضية الحفاظ على السلام الدولي والسعي إلى نزع السلاح النووي مرتبة عالية على الأجندة. يراقب كيشيدا باهتمام أيضا شبه الجزيرة الكورية، حيث واصلت كوريا الشمالية تكثيف اختبارات الصواريخ في الأشهر الأولى من عام 2023، وأجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية مشتركة شملت استخدام طائرات ذات قدرات نووية.

الواقع أن التهديد العالمي الذي تفرضه الأسلحة النووية أشد من أي مبالغة. بالنظر إلى نطاق الخراب الذي تحدثه وإرثها الإشعاعي المستمر، فهي الأسلحة الأشد تدميرا، والأبعد عن الإنسانية، والأكثر عشوائية على الإطلاق. واستخدامها يخلف تأثيرا بيئيا هائلا، وأي صراع نووي محدود من شأنه أن يطلق العنان لمجاعة واسعة الانتشار. إدراكا لهذه العواقب الوخيمة، أَكَّـدَت خمس من الدول التسع المسلحة نوويا في يناير/كانون الثاني 2022 أن "الانتصار في حرب نووية ضرب من المستحيل، ويجب ألا تُـخاض أبدا" ــ وهو التصريح الذي ردده قادة مجموعة السبع في بيانهم الرسمي الذي أصدروه في إلماو بألمانيا العام الماضي.

https://prosyn.org/qHteIGxar