solana105_JUANMABROMATAAFPGettyImages Juan Mabromata/AFP/Getty Images

مجموعة العشرين والروح المفقودة

مدريد ــ في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من يونيو/حزيران، تستضيف اليابان أول قمة لمجموعة العشرين تعقد على أرضها. أقيم التجمع الأولي لقادة مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2008، وسط الاضطرابات التي عصفت بالأسواق المالية العالمية في أعقاب انهيار ليمان براذرز. وقد أصدرت تلك القمة بيانا واضحا: "نحن نؤكد على الأهمية الحاسمة لرفض سياسات الحماية وعدم الانغلاق على الذات في أوقات عدم اليقين المالي". بعبارة أخرى، اتفق قادة أكبر اقتصادات العالم على عدم تكرار أخطاء السياسة التي أدت إلى تفاقم الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين.

للأسف الشديد، لم يتبق من تلك الروح المنفتحة التعاونية إلا القليل اليوم. وحتى قبل انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة، كانت الاقتصادات الرائدة في العالم تستسلم لإغراءات الحماية. لكن ترمب دفع بهذه المشكلة إلى درجة الغليان: فكان القرار الذي اتخذه بسحب الولايات المتحدة من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الأول بين العديد من التدابير التجارية المتهورة، والتي يبرز بينها أيضا هجوم التعريفات الجمركية الحالي الذي يشنه ضد الصين. كما كان جمود ترمب وعدم مرونته في قمة مجموعة العشرين الأخيرة في بوينس آيرس سببا في إصدار أول بيان رسمي عن اجتماعات القمة لم يتضمن تعهدا بمقاومة سياسات الحماية.

رغم أن الحملة التجارية التي يشنها ترمب مرتجلة على الدوام وتتناعم على نحو مربك مع غيرها من عناصر السياسة الخارجية الأميركية، فإنها تعكس مجموعة من المعتقدات الاقتصادية الواضحة. في الأساس، يرى ترمب أن التجارة الدولية مباراة محصلتها صِفر حيث لا تفوز الدول إلا من خلال زيادة صادراتها عن وارداتها. وعن الدول التي تعاني من عجز خارجي، مثل الولايات المتحدة، فهو يعتقد أن "الحروب التجارية وسيلة جيدة وسهلة للفوز": فيكفي، كما يزعم، أن تتوقف الولايات المتحدة عن التجارة مع الدول التي تدير معها فوائض ثنائية ضخمة.

https://prosyn.org/vHS0k2Mar