vigliotti1_Horst Galuschkapicture alliance via Getty Images_eib Horst Galuschka/picture alliance via Getty Images

التعددية والقطاع الخاص

بروكسل ــ في عصر قائم على وساطة التكنولوجيا المتقدمة، من السهل أن ننسى أن البشر ــ والحياة ذاتها ــ يعتمدون بشكل كامل على الظروف الكوكبية الهشة. والآن وقد أصبحنا نواجه عددا متزايدا من التهديدات الخطيرة ــ إن لم تكن وجودية ــ فإن هذه حقيقة أساسية نُـحـسِـن صنعا إذا أعدنا التعرف على أنفسنا من خلالها. الواقع أن تغير المناخ، ونقص الإمدادات الحاد، وخسارة التنويع البيولوجي، والجائحات المدمرة، كلها أزمات تكشف نقاط الضعف التي تعيب مجتمعاتنا على نحو غير مسبوق.

لا أمل لأي بلد في الهروب من هذه التحديات أو التصدي لها بمفرده. وعلى الرغم من صعوبة التعاون المتعدد الأطراف حتى في أيام الرخاء، فإنه شديد الأهمية في أوقات الشدائد. في لحظات الأزمات يتعين علينا أن نتغلب على المصالح الضيقة وأن نركز على التعاون، وتجميع الموارد، وتحسين الكيفية التي نتخذ بها القرارات الجماعية وننفذها.

تأتي اجتماعات مجموعة العشرين هذا الشهر في إندونيسيا في واحدة من تلك اللحظات. فبسبب الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا، والجفاف، وعوامل أخرى، يواجه الملايين من البشر في مختلف أنحاء العالم نقصا حادا في الغذاء والطاقة، ويحدث هذا إلى جانب موجات الحر غير المسبوقة في أوروبا، والصين، وجنوب آسيا، وأجزاء أخرى من العالم. وفي غياب عمل عالمي متضافر، قد تتصاعد هذه الأزمات بسهولة لتتحول إلى كوارث إنسانية واسعة النطاق.

https://prosyn.org/TFOaJPsar