sachs307_NICHOLAS KAMMAFPGetty Images_trump speaking Nicholas Kamm/AFP/Getty Images

عدوى ترمب

نيويورك ــ كان خبراء الصحة العقلية وغيرهم يحاولون تحذير الناس من مخاطر الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ انتخابه. والواقع أن نرجسية ترمب الشديدة، وساديته، وافتقاره التام إلى التعاطف مع الغير، وإعجابه بالمستبدين ممارسات يومية يراها الجميع. وربما يرغب بعض المراقبين في رؤيته كمهرج مستغرق في ذاته، لكنه يمثل خطرا حاضرا وجليا للعالم الذي يجب أن يُمنَع من قيادته (أو تضليله) إلى الكارثة.

مع صدور تقرير المستشار الخاص روبرت مويلر، تضاعفت المخاطر إلى حد كبير. ورغم أننا لم نر النص الفِعلي ــ بل نسخة منه مقدمة من حليف الرئيس السياسي المدعي العام الأميركي ويليام بار ــ فإن النتيجة المزعومة التي خلص إليها مويلر بأن ترمب لم يتواطأ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن سوف يشجع ترمب على الهجوم في الأرجح. وما يجعل ادعاء ميولر كارثيا بشكل خاص هو حقيقة التواطؤ الضمني الواضح وضوح الشمس. أدار ترمب حملته الانتخابية في عام 2016 في حين كان يحاول سرا إبرام صفقة عقارية عملاقة في موسكو (وكالعادة، كذب بشأنها على عامة الناس)، وأعرب عن رأيه علنا في ما يتصل بإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا أثناء ملاحقته لهذه الصفقة.

الآن سيشعر ترمب بالقدرة على تنفيذ انتقامه وسوف يستغرق في أوهام العظمة. في الأسابيع الأخيرة، سخر ترمب بشكل متكرر من سيناتور أميركي ميت ولم يتفوه بكلمة أسف واحدة في ما يتصل بخمسين من المصلين المسلمين الذين قُتِلوا في نيوزيلندا على يد ذكر أبيض يؤمن بتفوقه العنصري والذي أشار إليه بالتحديد في بيان لتبرير المذبحة. عندما يُنتَقَد ترمب فإنه يقضي أياما في غضب مستعر ضد خصومه على تويتر. وهو يستخدم التجمهرات الحاشدة وغير ذلك من المناسبات العامة لوضع نموذج لسياسة تعتبر مشاعر الإنسانية والرحمة نقاط ضعف وليست قيمة إنسانية أساسية.

https://prosyn.org/PEIWNCear