Yanis Varoufakis Wiktor Dabkowski/ZUMA Wire

تأثير فاروفاكيس؟

أثينا ــ في رسالة خطية في نهاية عام 2015، وجه هولجر شميدنج من بنك هامبورج الاستثماري بيرينبرج تحذيراً إلى عملاء شركته مفاده أنهم لابد أن يشعروا بالقلق والانزعاج إزاء ما تحول الآن إلى خطر سياسي. وعلى سبيل التوضيح، أضاف إلى رسالته الرسم البياني الوارد أدناه، والذي يُظهِر كيف انهارت ثقة قطاع الأعمال في اليونان خلال أواخر ربيع عام 2015، ثم ارتفعت مرة أخرى بعد استقالتي من وزارة المالية. وقد اختار شميدنج أن يطلق على هذا مسمى "تأثير فاروفاكيس".

لا شك أن المستثمرين لابد أن يساورهم القلق ــ الشديد ــ إزاء المخاطر السياسية في أيامنا هذه، بما في ذلك قدرة الساسة والبيروقراطيين على إلحاق أضرار لا حصر لها بأي اقتصاد. ولكن ينبغي لهم أيضاً أن يتوخوا الحذر من المحللين الذين هم إما غير قادرين على التمييز ــ أو لا يهمهم التمييز ــ بين السببية وعلاقة الارتباط المتبادلة، وبين العجز عن سداد الديون ونقص السيولة. بعبارة أخرى، يتعين عليهم أن يتعاملوا بحذر مع محللين من أمثال شميدنج.

صحيح أن ثِقة قطاع الأعمال في اليونان سجلت هبوطاً كبيراً بعد بضعة أشهر من استلامي لمنصبي وزيراً للمالية. وصحيح أنها ارتفعت بعد شهر من استقالتي. ولعل علاقة الارتباط واضحة، ولكن هل السببية واضحة؟

https://prosyn.org/RN9l351ar