drochon8_Jabin BotsfordThe Washington Post via Getty Images_trump mask Jabin Botsford/The Washington Post via Getty Images

حروب الأقنعة

نوتنجهام ــ على مدار الشهر المنصرم، كانت الولايات المتحدة تكسر بانتظام رقمها القياسي اليومي لحالات الإصابة الجديدة المؤكدة بمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، مسجلة أكثر من أربع ملايين حالة في الإجمال وتقترب من 150 ألف وفاة. ورغم أن دولا متقدمة أخرى في أوروبا وآسيا نجحت كما يبدو في احتواء الانتشار، فقد سلكت الولايات المتحدة الاتجاه المعاكس، مع انتشار الجائحة بلا رحمة أو شفقة إلى الولايات الجنوبية والغربية: عدد الحالات في ولاية أريزونا يعادل مجموع الحالات في كامل الاتحاد الأوروبي، الذي يعادل عدد سكانه ستين ضعف مثيله في ولاية أريزونا.

تُـرى ما الخطأ الذي أدى إلى هذه النتيجة المؤسفة؟ يرجع جزء من الإجابة إلى حقيقة مفادها أن بعض الولايات أعادت الفتح قبل الأوان. فقد سجلت كاليفورنيا، التي كانت قصة نجاح مبكرة، زيادة في عدد الحالات بلغت 90% في الأسابيع الأخيرة، واضطرت إلى إعادة فرض بعض إجراءات الإغلاق. وفي فلوريدا، ارتفع عدد الحالات الجديدة اليومي، الذي كان نحو 5000 في الأسبوع الأخير من يونيو/حزيران، إلى أكثر من الضعف بعد شهر.

ولكن لعل الجاني الأكبر يتمثل في الانقسام العميق حول مسألة أقنعة الوجه، والتي تحولت في الولايات المتحدة إلى جبهة أخرى في الحرب الثقافية الجارية. وجد استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث أن 49% فقط من الجمهوريين المحافظين قالو إنهم كانوا يرتدون قناع الوجه معظم الوقت في الشهر الفائت؛ وبين الديمقراطيين الليبراليين، كانت النسبة 83%. كما وقعت مواجهات غاضبة بين أنصار الأقنعة ومناهضيها في مختلف أنحاء البلاد، وغالبا خارج المتاجر الصغيرة.

https://prosyn.org/XNYzGWhar