russia protest 2011 Alexander Aleshkin/Epsilon/Getty Images

جواسيس روسيا الذين لا ينشدون الرِبح

لندن ــ لا شيء يثير حِنق الرأي العام الغربي حول روسيا اليوم بقدر ما يثيره قانونها بشأن العملاء الأجانب. يُلزِم هذا القانون، الذي استن في يوليو/تموز 2012، كل المنظمات غير التجارية المشارِكة في "أنشطة سياسية" (غير محددة)، بالتسجيل لدى وزارة العدل بوصفها "تقوم بوظائف عميل أجنبي". وفي تدبير لاحق في عام 2015، ألزم قانون المنظمات غير المرغوب فيها كل المنظمات غير التجارية من هذا القبيل بتعريف نفسها علنا بوصفها "عميلا أجنبيا".

تأتي صياغة الكلمات غريبة وذات مغزى. فما هي "وظائف العميل الأجنبي" في اللغة الشائعة غير خدمة مصالح قوة أجنبية؟ الواقع أن القانون في روسيا يمنع المنظمات غير التجارية غير الخاضعة لسيطرة الدولة فعليا من القيام بأي أنشطة في البلاد. ومن المؤكد أن التسمية تضع هذه المنظمات خارج نطاق التمويل الروسي الذي قد يتسبب في إزالتها من السجل. فهي ليست أجنبية فحسب: بل هي متسللة وخائنة!

وقد اختارت بعض المجموعات التصفية الطوعية؛ وجرى قمع مجموعات أخرى لعدم امتثالها للقواعد التنظيمية؛ وتظل مجموعات أخرى في المنفى. ومن بين أبرز الضحايا مركز ساخاروف، والمركز التذكاري لحقوق الإنسان، ومدرسة موسكو للتربية المدنية. وبعد أن نجحت الجامعة الأوروبية في سانت بطرسبورج في تجنب وصمها بكونها "عميلا أجنبيا" في محاولة سابقة، فإنها تواجه الآن احتمال الإغلاق بسبب مخالفات فنية تافهة ــ وهو التكتيك البيروقراطي المفضل.

https://prosyn.org/mtbpgA7ar