Netherlands election voters John Thys/AFP/Getty Images

عودة درامية في أوروبا

لندن ــ يشتهر الهولنديون ببناء السدود التي تصد موجات المد والعواصف التي تجتاح المحيط الأطلسي. تُرى هل فعلها الهولنديون مرة أخرى اليوم، بالتصدي لموجة السياسة الشعبوية التي بدت وكأنها تهدد أوروبا بعد الاستفتاء لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتصار دونالد ترمب في الولايات المتحدة العام الماضي؟

يبدو أن أداء حزب الحرية بقيادة خيرت فيلدرز في الانتخابات الهولندية في الخامس عشر من مارس/آذار، والذي كان ضعيفا بشكل غير متوقع يشير إلى هذا. فعلى الرغم من ارتفاع التوقعات إلى 25% من الأصوات الشعبية لصالح فيلدرز، حصل حزب الحرية على 13% فقط. وإذا أثبت الناخبون في الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا أنهم أقرب إلى الهولنديين وليس الأميركيين أو البريطانيين في استعدادهم لكراهية الأجانب وميلهم إلى فرض تدابير الحماية، فسوف يخلف قرارهم عواقب عالمية على سياسة واقتصاد وإيديولوجية الرأسمالية العالمية.

الواقع أن العودة إلى الوسطية في أوروبا القارية على هذا النحو ربما تشير بقوة إلى أن الانتصارات غير المتوقعة التي أحرزتها الحركات الشعبوية والمناهضة للعولمة في الولايات المتحدة وبريطانيا لم تكن في المقام الأول استجابة للبطالة والأداء الاقتصادي المحبط منذ الأزمة المالية، أو الهجرة الجماعية، أو انتشار تهديد الإرهاب الإسلامي. ويأتي هذا الاستنتاج من حقيقة مفادها أن فرنسا عانت من معدلات بطالة أعلى كثيرا وركود أطول في فترة ما بعد الأزمة مقارنة بالولايات المتحدة وبريطانيا، فضلا عن مواجهة مشاكل أكبر مع الإرهاب والعنف الإسلامي.

https://prosyn.org/cH8p1jWar