legrain28_GettyImages_boysilhouetteholdingfence Getty Images

هل يفوز اليسار بأصوات الناخبين بتقريع المهاجرين؟

لندن ــ تُرى هل يكون الموقف المتشدد من الهجرة هو المفتاح لتمكين يسار الوسط المحاصر في أوروبا من تحقيق النجاح الانتخابي؟ من المؤكد أن الديمقراطيين الاجتماعيين في الدنمرك يعتقدون ذلك. فقد احتلوا المركز الأول في الانتخابات العامة التي جرت هذا الشهر بعد أن زعموا أن المهاجرين يهددون التماسك الاجتماعي في الدنمرك ودولة الرفاهة السخية. أما حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف الذي رددت رسالته نفس الخط، فقد مُـني بخسائر كبرى.

لا شك أن أحزاب يسار الوسط في احتياج إلى تعزيز جاذبيتها. ففي انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت الشهر الفائت، تهاوت حصتها في الأصوات إلى مستويات غير مسبوقة في ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا؛ واحتلت أحزاب يسار الوسط المركز الأول في خمس فقط من دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين. وعلى الرغم من وهن أحزاب يمين الوسط أيضا في البيئة السياسية المستقطبة والهشة على نحو متزايد في أوروبا، فإنها لم تسقط بقدر سقوط أحزاب يسار الوسط.

ولكن على الرغم من انتصار الديمقراطيين الاجتماعيين في الدنمارك، فإن معارضة الهجرة ليست الحل. فمع أن بعض الناخبين هجروا أحزاب يسار الوسط لصالح الشعبويين الذين يحملون المهاجرين المسؤولية عن كل شيء، فلا يجوز لتقدمي يحترم نفسه أن يقلد أساليب اليمين المتطرف. وبعيدا عن المبادئ فإن مثل هذه الاستراتيجية لن تفضي إلا إلى نتائج عكسية في عموم الأمر.

https://prosyn.org/zGp0jplar