leonard60_getty images_earth Getty Images

برلين- جعل مرض كوفيد-19 من القوى العالمية العظمى أضحوكة. فقد وعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ"جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، لكن تعامل إدارته مع الوباء لم يكن عظيما على الإطلاق. وغالبًا ما تحدث الرئيس الصيني، شي جين بين، عن تحقيق "حلم صيني"، لكن استجابته للأزمة اعتمدت على الاستبداد الخوارزمي. أما الأوروبيون الذين غالبًا ما يتغنون بالتعددية، فقد تصدوا للوباء بحدود مغلقة وحلول وطنية، بدلاً من قيادة استجابة عالمية.

ولأن لا أمريكا ولا الصين تريد حربًا تقليدية، فقد لجأ كلاهما إلى تسليح المؤسسات الإقليمية والعالمية. فبينما قامت الولايات المتحدة بتسييس ما كان يُنظر إليه في السابق على أنه سلع عامة- بما في ذلك النظام المالي، والتحويلات بين البنوك، ومنظمة التجارة العالمية، وصندوق النقد الدولي، والإنترنت- يستخدم الصينيون بصورة متزايدة مساعدات الدولة، والاستثمارات الاستراتيجية للتلاعب بالأسواق، وتقويض الغرب في المجالات الرئيسية.

إن الصدمة الجغرافية هي أن السياسة العالمية تتمحور الآن حول آسيا بدلاً من أوروبا. وأثناء الحرب الباردة وبعدها مباشرة، بدا أن النظام الإقليمي في أوروبا والنظام العالمي الذي يقوده الغرب يعززان بعضهما البعض. وكان هناك شعور حقيقي بالمجتمع عبر الأطلسي والقيم المشتركة، حيث كانت أوروبا بمثابة خط المواجهة في المنافسة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وكانت أوروبا تحتل مكانة مهمة- وكان الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون منتبهين للغاية للمخاوف الأوروبية.

https://prosyn.org/tZ7p8Mmar