palacio94_SEBASTIEN BOZONAFPGetty Images_eu elections Sebastien Bozon/AFP/Getty Images

إغلاق فجوة الثقة في أوروبا

مدريد ــ في اللغة الإسبانية، تحمل كلمة "confianza" معنيين. فهي من ناحية تصف ثقة راسخة في شيء أو شخص ما ــ ذلك النوع من الثقة في الزعماء بل وحتى أنظمة الحكم، الذي يفتقر إليه الناس في مختلف أنحاء العالم، من البرازيل إلى الولايات المتحدة إلى شمال أفريقيا. ومن ناحية أخرى، تشير الكلمة إلى الثقة بالنفس ــ وهو أمر تفتقده أوروبا بشكل خاص.

الواقع أن الاتحاد الأوروبي يعاني من عجز الثقة بالمعنيين. وهو خليط بالغ الخطورة، لأن الافتقار إلى الثقة والثقة بالنفس يقود الاتحاد الأوروبي ليس فقط إلى مزاولة السياسة من قِبَل أغراب غير مؤهلين وحتى من قِبَل ساسة خارجين على القانون، بل ويفضي أيضا إلى الشلل السياسي، والغضب الشعبي، والعجز التام عن تقرير مصيره. ومن الواضح أن هذا العجز يستلزم التحرك العاجل قبل وبعد انتخابات البرلمان الأوروبي في الشهر المقبل ــ والتي ستسبق انتخاب المفوضية الأوروبية الجديدة ورئيس المجلس الأوروبي الجديد.

تلقت الثقة في قادة الاتحاد الأوروبي ومؤسساته ضربة مؤلمة بعد الأزمة المالية في عام 2008. بحلول ذلك الوقت، كان الغرض الأصلي من المشروع الأوروبي ــ دعم السلام في القارة بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية ــ فَقَدَ جاذبيته لدى الرأي العام. لقد اعتاد الأوروبيون على السلام. ولكن في الوقت ذاته، أصبحت "أوروبا" تركز على الهدف الأعرض ــ والأقل وضوحا ــ المتمثل في الدفاع عن "القيم المشتركة". وكان هذا الهدف يشكل الأساس الذي قامت عليه مؤسسات الاتحاد الأوروبي الرسمية.

https://prosyn.org/vrbWCK2ar