pa3558c.jpg Paul Lachine

عام الحيرة في أوروبا

نيويورك ــ إن الحالة الاقتصادية المتردية التي ابتليت بها أغلب بلدان العالم الثري في عام 2011 لم تكن مجرد نتيجة لقوى اقتصادية مجردة، بل إنها كانت راجعة بشكل كبير إلى سياسات اتبعها، أو لم يتبعها، زعماء العالم. والواقع أن الإجماع اللافت للنظر الذي ساد أثناء المرحلة الأولى من الأزمة المالية التي بدأت في عام 2008، والذي بلغ ذروته في حزمة الإنقاذ التي بلغت قيمتها تريليون دولار والتي تم الاتفاق عليها في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها لندن في إبريل/ نيسان 2009، تبدد منذ أمد بعيد. والآن تفشت المناحرات البيروقراطية والمفاهيم الخاطئة على نطاق واسع.

والأسوأ من كل هذا أن الخلافات السياسية تُدار بشكل أو آخر على طول خطوط وطنية. وتُعَد ألمانيا مركزاً للمحافظة المالية، في حين لا تزال الدول الأنجلوسكسونية منجذبة إلى إرث جون ماينارد كينز. والواقع أن هذا الانقسام يعمل على تعقيد الأمور إلى حد كبير، لأن التعاون الدولي الوثيق مطلوب بكل تأكيد لتصحيح الاختلال في التوازنات العالمية التي تمتد إلى جذور الأزمة.

والواقع أن الشكوك المحيطة بالديون السيادية في أوروبا كانت تدور حول اليورو إلى الحد الذي جعل البعض يتساءلون الآن ما إذا كانت العملة الموحدة قادرة على البقاء. ولكن اليورو كان منذ البداية عُملة غير مكتملة. فقد أسست معاهدة ماستريخت اتحاداً نقدياً بلا اتحاد سياسي ــ مصرفاً مركزياً مشتركا، ولكن بلا خزانة مشتركة. وكان مهندسو اليورو على بينة من هذه النقيصة، ولكن بعض العيوب الأخرى في تصميمهم لم تتضح إلا بعد انهيار عام 2008.

https://prosyn.org/bF1uzjUar