cc1fbe0246f86f640a2daa0a_ve1069c.jpg

أوروبا وفخ القدرة التنافسية

لندن ـ إن الفهم الخاطئ المعيب لمحركات النمو الاقتصادي يشكل أعظم تهديد للتعافي في أوروبا. فصناع القرار السياسي في أوروبا مهووسون بالقدرة التنافسية الوطنية، ويبدو أنهم يتصورون عن اقتناع أن الازدهار مرادف للفوائض التجارية. وهذا يفسر إلى حد كبير لماذا يستشهد بألمانيا على نحو متكرر باعتبارها مثالاً للاقتصاد القوي "القادر على المنافسة".

ولكن النمو الاقتصادي، حتى في الاقتصادات القائمة تقليدياً على التصدير، يحركه دوماً نمو الإنتاجية، وليس القدرة على الاستحواذ على حصة متزايدة من الأسواق العالمية. ورغم أن الواردات لابد وأن تمول بالصادرات بطبيعة الحال، فإن التركيز على القدرة التنافسية التجارية يحول انتباهنا بعيداً عن المشكلة الأساسية التي تعاني منها أوروبا ـ الضعف الشديد في معدلات نمو الإنتاجية. وهذه مشكلة خطيرة في الاقتصادات التي لديها فوائض تجارية، بقدر ما هي خطيرة في الاقتصادات التي تعاني من العجز.

إن تلك الفكرة التي تصور لنا أن النمو الاقتصادي يتحدد على ضوء معركة دائرة من أجل الفوز بحصة في الأسواق العالمية في السلع المصنعة قد يكون استيعابها ونقلها إلى الناخبين سهلاً بالنسبة للساسة. فالاقتصاد الذي يحقق فوائض خارجية يُنظَر إليه باعتباره اقتصاداً "قادراً على المنافسة" بصرف النظر عن أدائه فيما يتصل بالإنتاجية أو النمو. كما يُنظَر إلى التوازن التجاري باعتباره عاملاً جوهريا، وكأن الدول مجرد شركات. والواقع أن القواسم المشتركة بين الدول والشركات ضئيلة ـ فالتوازن التجاري يشكل ببساطة الفارق بين المدخرات المحلية والاستثمارات، أو على نحو أوسع نطاقا، الفارق بين الإنفاق الكلي والناتج ـ ولكن الإشارة إلى شركة كبرى في ألمانيا، أو أخرى في المملكة المتحدة، تشكل إغراءً قويا.

https://prosyn.org/SQWjkQ5ar