Burundian refugees from Tanzania Xinhua News Agency/Getty Images

معالجة الهجرة في المنبع

واشنطن، العاصمة ــ تشكل الهجرة خيارا جذابا للغاية في نظر مواطني الدول الفقيرة غالبا. وكثيرا ما تكون الرحلة إلى بلد جديد محفوفة بالمخاطر، ولكنها تَعِد بفرصة اقتصادية أعظم كثيرا: فمتوسط نصيب الفرد في الدخل في الاقتصادات المتقدمة ربما يتجاوز خمسين ضعف مثيله في العالَم النامي (تبعا لتعادل القيمة الشرائية). وفي العديد من الحالات، يتحسن أمن المهاجرين المادي أيضا. بيد أن الهجرة من منظور الدول المتلقية تظل موضوعا مثيرا للخلاف والجدال، حيث تكافح الحكومات في محاولة للاستقرار على السياسات الكفيلة بتمكين اقتصاداتها من جني الفوائد وتجنب تحمل تكاليف باهظة.

والهجرة موضوع بارز بشكل خاص في المناقشات السياسية الدائرة في أوروبا والولايات المتحدة. وحتى في اليابان، التي أغلقت حدودها إلى حد كبير أمام المهاجرين، كان الاحتياج إلى إيجاد السبل اللازمة للتغلب على مشكلة الشيخوخة السكانية السريعة سببا في تحفيز مناقشة موضوع الهجرة في الآونة الأخيرة.

في كل هذه البلدان، تميل المناقشة إلى التركز حول ثلاثة مواقف أساسية. يتلخص الأول ــ والذي تتبناه أقلية صغيرة ولا يحظى بدعم سياسي كبير ــ في أن الهجرة مفيدة بشكل أساسي لأي بلد متقدم، لأن القادمين الجدد يساعدون في التخفيف من التحديات الديموغرافية ويساهمون في قاعدة المهارات في اقتصاد هذا البلد.

https://prosyn.org/meLYnmOar