levy36_melis82Getty Images_ukeuflagbrexitpeople melis82/Getty Images

أوروبا مستمرة

باريس– إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كارثة بالنسبة للمملكة المتحدة. إذ نظرا إلى مخاطرتها، الآن، بخسارة اسكتلندا وإيرلندا الشمالية بسبب الانفصال، يبدو أن البلاد قبلت فكرة تحول بريطانيا العظمى إلى "إنجلترا الصغيرة". إن بريطانيا هي ذاك الأسد النادر الذي اختار أن يصبح صغيرًا صِغَر الفأر.

وما لا شك فيه أن إنقاذ المملكة الإنكليزية هو كل ما يهم مؤيدي البريكسيت على الإطلاق. ولكن أي مملكة ينتمي إليها رئيس وزراء يكذب على الملكة، كما فعل بوريس جونسون عندما أوقف البرلمان العام الماضي؟ ومع كل هذا، عظم مؤيدو البريكسيت الإمبراطورية البريطانية، وونستون تشرشل. إلا أنهم نسوا كارل ماركس، الذي كان في الماضي متجولا في شوارع لندن، والذي حذر من أن التاريخ يعيد نفسه في النهاية وكأنه مهزلة. ومع وجود جونسون في السلطة، يحكم المملكة المتحدة تشرشل صامت. فهو أمير السخرية، وليس من دعاة الشجاعة- إنه نسخة وضيعة من تشرتشل، ويكيف آرائه مع كل ما هو مناسب سياسياً.

إن مؤيدي البريكسيت يركزون الآن على "السيادة"، التي من المفترض أنهم استعادوها. إلا أنه معروف أنهم مدينون بنجاحهم في استفتاء عام 2016، للتدخل الروسي، وخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية. لقد كانت حملة "المغادرة" عبارة عن كم هائل من السخرية، والأخبار المزيفة، التي قادها المحتالون الذين كانوا سعداء للغاية بوصفهم، خطئًا، بأقوى الديمقراطيين في البلاد. لقد كانت لحظة بدء رواية سيئة أكثر من كونها لحظة حقيقة.

https://prosyn.org/OOZkuwfar