borrell13

أوروبا يجب أن تكون الشريك المفضل لأفريقيا

بروكسل ــ بعد تأجيلها عدة مرات بسبب جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، ستجمع قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي التي ستنعقد هذا الشهر في بروكسل (17-18 فبراير/شباط) بين رؤساء الدول والحكومات الأوروبية والأفريقية للمرة الأولى منذ عام 2017. يتمثل هدف الاتحاد الأوروبي في أن يصبح الشريك المفضل لأفريقيا، وهو الهدف الذي حددته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال زيارتنا الأولى لمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا قبل عامين.

تُـرى ما الذي يَـلزَمـنا لتحقيق هذا الهدف الطموح؟ أولا، يجب أن يكون تناولنا للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي متواضعا. تعادل مساحة قارة أفريقيا مساحة الولايات المتحدة والمكسيك والصين واليابان والهند مجتمعة. تضم القارة 54 دولة ويتحدث أهلها نحو 2000 لغة، وتحوي مجموعة متنوعة من الفرص والمشكلات، وكل هذا يجعل من غير الممكن أن نتعامل معها ككيان متجانس.

ثانيا، يجب أن نكون واقعيين. بين التشاؤم الأفريقي والتفاؤل الأفريقي، أدعو إلى الواقعية الأفريقية. فقبل الحديث عن النمو الاقتصادي والعلاقات التجارية، يتعين على أوروبا أن تُـظـهِـر قدرتها على المساهمة في السلام والأمن والحكم الرشيد في البلدان الأفريقية. وقبل الحديث عن العائد الديموغرافي (السكاني)، يتعين علينا أن نعترف أيضا بحجم الصعوبات التي قد يخلقها النمو السكاني غير المنضبط في المجتمعات. بحلول عام 2030، سيدخل 30 مليون شاب إلى سوق العمل في أفريقيا كل عام. ولتوليد وظائف مستدامة لهم، يجب أن يكون التعليم الأساسي أولوية قصوى.

https://prosyn.org/OXIGRsYar