varoufakis65_BART MAATANPAFP via Getty Images_eurogroupfinancewopkehoekstra Bart Maatanp/AFP via Getty Images

التضامن ليس ما تحتاجه أوروبا

أثينا ــ حتى لو لم يكن هناك أي انقسام بين بريطانيا وأميركا بِـفِـعل اللغة المشتركة، كما قال جورج برنارد شو ذات يوم ساخرا، فمن المؤكد أن أوروبا المعاصرة منقسمة بكلمة واحدة كان المقصود منها أن تمثل حجر الأساس الذي قام عليه الاتحاد الأوروبي: إنها كلمة التضامن.

لا أظن أن شيطانا رجيما يسعى إلى تعظيم حِدَّة الشقاق الأوروبي كان ليتمكن من معايرة الطريقة التي ضربت بها جائحة فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19) أوروبا على نحو أبدع مما كان. الواقع أن إيطاليا، التي لا تزال الاقتصاد الأشد تضررا في الاتحاد الأوروبي بعد مرور عشر سنوات على أزمة اليورو ــ بأقل إمكانات النمو، وأكبر دين عام، وأقل حيز مالي، وأكثر السياسات هشاشة ــ عانت من خسائر بشرية فادحة ومروعة بسبب الجائحة. وسوف يتسبب الانهيار الاقتصادي الناجم عن الجائحة في نشر المعاناة على نطاق أوسع.

على نحو مماثل، نجد أن إسبانيا، التي قاسى شعبها من البطالة الرهيبة وانتزاع ملكية مساكن العديد من أفراده في أعقاب أزمة اليورو، تحولت إلى بؤرة لفيروس كورونا. أما عن اليونان، فرغم أن حصيلة الموتى هناك كانت منخفضة لحسن الحظ، فإن زوال الدخل من السياحة الذي يعتمد عليه اقتصادها يأتي علاوة على أزمة دامت عقدا من الزمن وأغرقتنا بالفعل في كساد شديد القسوة.

https://prosyn.org/d79dJ18ar