fischer186_Ian WaldieGetty Images_eu Ian WaldieGetty Images

وعد القوة الأوروبية

برلين ــ في ضوء التغيرات السياسية العالمية الجارية، نشهد الكثير من المناقشات في الاتحاد الأوروبي حول الاحتياج إلى "الاستقلالية الاستراتيجية". يتلخص الـفِـكـر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وبين القادة في باريس وبعض العواصم الأخرى، في أن عملية إعادة توازن القوة السياسية والاقتصادية العالمية بعيدا عن شمال الأطلسي تُـمـلي على أوروبا أن تعكف على تطوير سياسة أمنية ودفاعية أكثر قوة حتى تتمكن من الانخراط في نظام الهادي الهندي الصاعد على المستوى الجيوسياسي.

لكن منطقة الهادي الهندي بعيدة عن أوروبا. وحتى لو كانت فرنسا لا تزال تعتقد أنها لديها مصالح استراتيجية هناك بفضل الأراضي التابعة لها وراء البحار، فمن المؤكد تماما أن الأمر ذاته لا ينطبق على أوروبا ككل. علاوة على ذلك، حتى لو كانت فرنسا طامحة إلى أن تكون قوة في منطقة المحيط الهادئ، فإنها لم تعد تمتلك أدوات القوة اللازمة. ويجب أن تُـفـهَـمَ طموحاتها في السياسة الخارجية على أنها مجرد أصداء تتردد من حقبة من الماضي.

هذا ليس القرن الثامن عشر أو التاسع عشر. وإذا كانت إحدى قوى منطقة المحيط الهادئ في القرن الحادي والعشرين تسعى حقا إلى تنفيذ مخططات عدوانية على إحدى المناطق النائية التابعة لفرنسا في المحيط الهادئ، فلن تكون فرنسا قادرة على حشد دفاع فَـعّـال. وسوف تكون في ذات الموقف الذي وُضِـعَـت فيه بريطانيا العظمى في التعامل مع مسألة اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية: الاعتماد التام على الولايات المتحدة.

https://prosyn.org/a5Q8QMmar