fratzscher17_ Leon NealGetty Images_boris johnson brexit Leon Neal/Getty Images

الاتحاد الأوروبي وضرورة كسر جمود الخروج البريطاني

برلين ــ في غضون هذا الأسبوع، سوف نعرف أخيرا ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أيا كان القرار المتخذ فإنه سيخلف تداعيات كبيرة بعيدة الأمد على أوروبا، والتي لن تؤثر على التبادل التجاري والقواعد المشتركة وحسب، بل وأيضا على مكانة الاتحاد الأوروبي في العالم. لكي يتمكن الاتحاد الأوروبي من الثبات على موقفه والدفاع عن مصالحه في مواجهة الصين والولايات المتحدة، يتعين عليه أن يحافظ على علاقة قوية مع المملكة المتحدة وأن يثبت قدرته على التكيف مع الديناميكيات العالمية المتغيرة.

لا ترتبط أهمية مفاوضات الخروج البريطاني الحالية بشكل سطحي بالتكاليف التجارية المترتبة على خروج المملكة المتحدة السريع الصاخب من الاتحاد الأوروبي وضرورة التزامها بقواعد منظمة التجارة العالمية وحسب (وإن كان هذا من شأنه أن يُـفضي على نحو شبه مؤكد إلى إرباك سلاسل التوريد في الأشهر المقبلة)، بل ترجع أهميتها الشديدة أيضا إلى التكاليف السياسية والاجتماعية والاستراتيجية الوشيكة والتي ستكون أشد عاقبة.

مع ذلك، يجب أن ندرك أن سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحرم أوروبا من الأساس الذي يمكنها أن تبني عليه علاقة مع المملكة المتحدة في المستقبل. يتفق الجميع تقريبا على أن الهدف يجب أن يكون بناء شراكة قوية طويلة الأمد تحترم سيادة المملكة المتحدة وتعطي كل جانب الحيز الكافي لملاحقة مصالحه. وهذا أمر ضروري حتى وإن كانت سيادة الدول القومية محدودة بطبيعتها بعالَم تحكمه العولمة، كما اعتاد كثيرون في الاتحاد الأوروبي على التنبيه والإشارة.

https://prosyn.org/gyjX8Iear