نيويورك ــ كتبت كثيرا عن استحسان فكرة قيام الاتحاد الأوروبي بإصدار سندات دائمة. لكني اليوم أقترح أن البلدان الأعضاء ينبغي لها أن تفعل ذلك فرادى.
في الوقت الحالي، من المستحيل أن يصدر الاتحاد الأوروبي سندات دائمة، لأن البلدان الأعضاء منقسمة بشدة. فقد استخدمت بولندا والمجر حق النقض ضد ميزانية الاتحاد الأوروبي وصندوق التعافي من جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، أما المجموعة المسماة "الدول المقتصدة الخمس" (النمسا، والدنمرك، وفنلندا، وهولندا، والسويد) فإنها مهتمة بادخار المال أكثر من اهتمامها بالمساهمة في الصالح العام. ولن يشتري المستثمرون سندات دائمة إلا من كيان يعتقدون أنه سيظل باقيا في المستقبل المنظور. كان هذا صادقا في حالة بريطانيا في القرن الثامن عشر (عندما أصدرت سندات دين الحكومة البريطانية الموحد) والولايات المتحدة في القرن التاسع عشر (عندما وحدت ديون الولايات). ولكن من المحزن أن هذا لا ينطبق على الاتحاد الأوروبي اليوم.
الواقع أن الاتحاد الأوروبي يمر بموقف بالغ الصعوبة. فهو يشهد الآن موجة ثانية من جائحة كوفيد-19 تهدد بأن تكون أشد تدميرا من الأولى. وقد استخدمت البلدان الأعضاء معظم مواردها المالية في مكافحة الموجة الأولى. وسوف يتطلب توفير الرعاية الصحية وإنعاش الاقتصاد ما يزيد كثيرا على 1.8 تريليون يورو (2.2 تريليون دولار أميركي) في الميزانية الجديدة وصندوق التعافي المسمى "الاتحاد الأوروبي للجيل التالي". في كل الأحوال، تأخر توفر هذه الأموال بسبب النقض من قِـبَـل المجر وبولندا.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
With recent landmark legislation to support decarbonization and innovation, the United States is making up for lost time after its failed 40-year experiment with neoliberalism. But if it is serious about embracing a new paradigm, it will need to do more to help bring the rest of the world along.
explains how to minimize the political risks of new spending packages in the US and Europe.
What would a second Donald Trump presidency mean for US foreign policy and the world? While the man himself is unpredictable, his first term and his behavior since losing re-election in 2020 offer plenty of clues, none of which will be comforting to America's allies.
considers the implications of the 2024 presidential election for America's foreign policy and global standing.
Log in/Register
Please log in or register to continue. Registration is free and requires only your email address.
نيويورك ــ كتبت كثيرا عن استحسان فكرة قيام الاتحاد الأوروبي بإصدار سندات دائمة. لكني اليوم أقترح أن البلدان الأعضاء ينبغي لها أن تفعل ذلك فرادى.
في الوقت الحالي، من المستحيل أن يصدر الاتحاد الأوروبي سندات دائمة، لأن البلدان الأعضاء منقسمة بشدة. فقد استخدمت بولندا والمجر حق النقض ضد ميزانية الاتحاد الأوروبي وصندوق التعافي من جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، أما المجموعة المسماة "الدول المقتصدة الخمس" (النمسا، والدنمرك، وفنلندا، وهولندا، والسويد) فإنها مهتمة بادخار المال أكثر من اهتمامها بالمساهمة في الصالح العام. ولن يشتري المستثمرون سندات دائمة إلا من كيان يعتقدون أنه سيظل باقيا في المستقبل المنظور. كان هذا صادقا في حالة بريطانيا في القرن الثامن عشر (عندما أصدرت سندات دين الحكومة البريطانية الموحد) والولايات المتحدة في القرن التاسع عشر (عندما وحدت ديون الولايات). ولكن من المحزن أن هذا لا ينطبق على الاتحاد الأوروبي اليوم.
الواقع أن الاتحاد الأوروبي يمر بموقف بالغ الصعوبة. فهو يشهد الآن موجة ثانية من جائحة كوفيد-19 تهدد بأن تكون أشد تدميرا من الأولى. وقد استخدمت البلدان الأعضاء معظم مواردها المالية في مكافحة الموجة الأولى. وسوف يتطلب توفير الرعاية الصحية وإنعاش الاقتصاد ما يزيد كثيرا على 1.8 تريليون يورو (2.2 تريليون دولار أميركي) في الميزانية الجديدة وصندوق التعافي المسمى "الاتحاد الأوروبي للجيل التالي". في كل الأحوال، تأخر توفر هذه الأموال بسبب النقض من قِـبَـل المجر وبولندا.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in