singer198_Sanka VidanagamaNurPhoto via Getty Images_galaxy Sanka VidanagamaNurPhoto via Getty Images

لحظة فارقة في التاريخ

ملبورن ــ قبل اثني عشر عاما، خلال السنة الدولية لعلم الفلك التي وافقت الاحتفال بمرور 400 عام منذ استخدم جاليليو التليسكوب لأول مرة، كتبت مقالا بعنوان "قيمة النقطة الزرقاء الباهتة" ــ تأملات حول الكيفية التي كشف بها علم الفلك عن كون شاسع عامر بعدد لا يمكن تصوره من النجوم، وكيف أدى ذلك إلى تضاؤل أهمية شمسنا وكوكبنا. تشير "النقطة الزرقاء الباهتة" إلى الهيئة التي تبدو عليها الأرض في صورة التقطتها عام 1990 مركبة الفضاء فوياجر عندما بلغت الحدود الخارجية لنظامنا الشمسي. يقترح المقال أن المعرفة المكتسبة من علم الفلك "تجبرنا على الاعتراف بأن مكانتنا في الكون ليست على قدر خاص من الأهمية".

قادتني مدونة حديثة للكاتب هولدن كارنوفسكي إلى إعادة النظر في هذه الفكرة. يشغل كارنوفسكي منصب الرئيس التنفيذي المشارك لمؤسسة "Open Philanthropy"، التي تبحث في أفضل الفرص لتقديم الـمِـنَـح الخيرية، وتنشر الأسباب وراء قراراتها. ولهذا، يشكل التفكير في أهمية القرارات الخيرية التي تتخذ اليوم في التأثير على أحوال البشر في الأمد البعيد جزءا من الدور الذي يضطلع به كارنوفسكي. إنه يفكر في الأمد البعيد حقا.

يشير كارنوفسكي إلى أننا ربما نعيش "في بداية فترة زمنية ضئيلة للغاية تتحول خلالها المجرة من مكان يكاد يكون غير ذي حياة إلى مكان مأهول إلى حد كبير". ربما يكون بوسعنا أن نقول إن هذه "الفترة الضئيلة من الزمن" بدأت مع أول استخدام للأدوات من قِـبَـل أسلافنا، قبل نحو ثلاثة ملايين عام. وسوف تنتهي عندما يسكن أحفادنا ــ الذين ربما يكونون آنذاك عقولا رقمية وليسوا كائنات حية بيولوجية ــ المجرة بأسرها، وهو ما قد يؤذن بقدوم حضارة تتألف من عدد هائل من الكائنات الواعية قد تستمر لعشرات المليارات من السنين. يزعم كارنوفسكي أن الاحتمال قائم لأن تبدأ عملية إعمار المجرة هذه خلال هذا القرن. وبحلول عام 2100، ربما نتمكن من تطوير تكنولوجيا تسمح لنا ببناء مستوطنات مكتفية ذاتيا على كواكب أخرى.

https://prosyn.org/uVH9no4ar