IT engineer configuring servers baranozdemir/Getty Images

الأمن السيبراني يبدأ من القمة

لندن - في كل مرة يحدث فيها إختراق كبير للأمن السيبراني للشركات، تبدو الإستجابة لهذا الإختراق متشابهة إلى حد كبير و هي الشكوى من الخراب والفوضى ومن ثم يتم إستدعاء أول خبراء بالإمن السيبراني من أجل التعامل مع هذا الإختراق ولكن حتى يحين موعد ظهور احد المسؤولين التنفيذيين أو اكثر أمام بعض اللجان الحكومية لتقديم بعض التوضيح عن سبب حدوث هذا الإختراق والتعهد بتعزيز البروتوكولات الأمنية فإن الناس - بما فيهم قراصنة الحاسوب أو الهاكرز- يكون قد تحول اهتمامهم لمواضيع أخرى ومع كل اختراق تتسارع الحلقة المفرغة فالناس إما يستخفون بالتهديد ويقولون انه على الارجح لن يحدث لهم أو يقبلوا هذا التهديد كأحد المخاطر التي لا يمكن تجنبها للحياة العصرية.

والحقيقة هي أن التهديد الذي تشكله إختراقات الأمن السيبراني يعد أمراً خطيراُ و  يمكن تجنبه أيضا والمفتاح لتخفيف ذلك هو فهم أن الأمن السيبراني ليس مجرد مسألة تقنية بل هو أيضا مسألة إستراتيجية عاجلة يجب أن تكون على قمة أولويات كل مجلس ادارة وكل فريق اداري  فمن شركة ياهو حتى وكالة إكيفاكس غالبا ما يكون اختراق البيانات عائد الى عوامل داخلية تنتج عن الخطأ البشري أو الإهمال أو حتى الأعمال الخبيثة.

إن حجم و سرعة الهجمات تعتبر بالفعل ضخمة و قد تكشف الآن بأن إختراق بيانات ياهو 2013 قد أثر على جميع الحسابات والتي تصل الى ثلاثة مليارات حساب و قد أثر هجوم واناكري رانسوموورم في مايو على العشرات من مؤسسات الخدمات الصحية العامة في المملكة المتحدة و قد إنتشر على الصعيد العالمي بسرعة البرق.

https://prosyn.org/m4fTFlIar